قهوة الصباح / سعيد عقادي .
عشنا اللحظة برجالها و بمواثيقها و عهودها و بمتمنياتها .. لمسنا بالأمل قمة الهناء و السعادة .
فكم تصورنا مغربا عربيا مسلما مربوطا باواصر الاخوة و بحبال التاريخ و سلسلة الدين قوة عالمية ..
أين أنتم يا من شككتم وقتها في تلك النية و وقفتم في الا تتم الفكرة ؟ . حاولوا ان تقارنوا الآن بين هذه اللحظة و بين ما نعيشه اليوم .. أين و أين و أين؟ .
فرغم و ر غم و رغم فنحن الذين عشنا اللحظة و قبلها مع محمد الخامس رحمة الله عليه و بعدها مع محمد السادس حفظه الله ندرك جيدا الحقائق و نعي جيدا الدروس و العبر . و يمكننا أن نفرق بين الخبث و الخبيث و الصالح و الطالح .
.. فمنهم من خلفه سلف صالح و لازال على العهد فاتحا الاحضان ، راغبا في الوئام و جمع الشمل و العيش في امان . و منهم من تلاه من طغى و تجبر و حاد عن طريق الاسلام و سار جنبا الى الشيطان …….
.. مع الضلال يناصر ، ليس مكتفيا فقط على قطع صلة الرحم ، و انما مصرا على التفرقة و الفتنة و تغليب الظالم على الاخ الشقيق المسلم الراغب في السلم و السلام و الأمن و الامان .
تمنيت لو توقف الضالون من جيراننا لحظة و تمعنوا كيف توحد الموقدون للنيران اقتصاديا و معاملات و عملة .. بدون حدود و دون ظلم و مبالغة أو زيادات ..
.. حققوا العجائب رغم تنوع لغاتهم و دياناتهم و ثقافتهم و انشغال شبابهم بالتفاهات .
..همسوا في آذان المذبذين منا حتى شعلوا النيران و فرقوا بين الاخوة و ما سيأتي اخزى و أشد و عار ..
..أين الشريعة و اللغة و ما يجمعنا من عادات و تقاليد و ثقافات ..؟ . ألم تشعروا و تفهموا انهم انتصروا علينا و حققوا مبتغياتهم رغم اننا الاقوى على الورق و في الاعماق .
.. فلا مغرب عربي تحقق . و لا التئام و لا تفاهم و لا مستقبل مريح كما تصوره الأولون ..
ما يبقى واضحا على السطح ، و جذوره متينة لن يقتلعها اي كان و مهما حاول و باي آليات تصورنا ، ان المغرب الحمد لله ملك بعد ملك . نفس المنهج و الطريق . نفس العهد بين الشعب و العرش و بين الملك و الاخوة في المنطقة .. نفس التضحيات و نفس الخدمات .. و تذكروا معي تلك الموقف التاريخية المشرفة لملوكنا في عز أزمات الاخوة المعتدين علينا آخرها تجوال محمد السادس اثناء تلك الازمة النكراء بالعاصمة تونس .
..علي اي . الازمة مستفحلة . و زعماء يواصون خروجهم عن الصراط السوي الذي سيجمع بين الاخوة .
فاللهم اهد الضال و اجمع الشتات و أنصف المغرب و المغاربة يا حنان .
المصدر : https://akadinews.com/?p=12138
