قهوة الصباح / يكتبها سعيد عقادي.
ثلاثة أيام تتبعت خلالها عن قرب مسابقات البطولة المغربية للسباحة بالمسبح الأولمبي التابع للمركب الرياضي محمد الخامس لسنة 2022 و اليوم ان شاء الله تعالى سنعيش مع مباريات اليوم الاخير ..
.. ايام كانت بحق مناسبة لأحيي الرحم مع تلك الثلة القليلة من السلف الصالح الخير التي هي من جيلي و لازالت تناضل و تضحي و تكابد الألم على مستوى التحكيم و التاطير و التسيير …
.. تذكرت بهم الطفولة و المراهقة و الفترات السعيدة بمسبح المباريات الذي أنشأ عليه الآن مسجد الحسن الثاني رحمه الله . و استرجعت بملاقاتهم ما عشناه من سنوات و سنوات بمسابح المغرب و نحن ننظم البطولات و الكؤوس في السباحة و كرة الماء .. تذكرت و انا متواجد معهم على ضفاف المسبح و بالمدرجات وجوها كثيرة . منها من التحقت بربنا رحمات الله عليها كابنجلون و الصقلي و طلعة والرويز…. والاسماء كثيرة. و منها من لازالت على قيد الحياة أطال الله في عمرها كامبراطوريي السباحة المغربية سي احمد زكي و فريد العلام و ازيدوحية … وجوه كثيرة ايضا غادرت السباحة و عالمها اما لعامل السن او لتدهورها الصحي او لأنها أدركت انه في الحقيقة لم يبق ما يعجب و السباحة المغربية قد فقدت نشاطها و حماسها و ما كانت تتميز به من مميزات محفزة في السابق .
علي اي . من أهم ما آثار انتباهي خلال هذه البطولة دون تمحيص او تدبر و تحليل ، تراجع الكثير من الأندية التي كانت مسيطرة طيلة ازمنة طويلة سابقة ، كالوداد و الرجاء و النادي المكناسي و الاتحاد الرياضي الفاسي… في وقت تالقت فيه الفتح الرباطي التي سيطرت و احكمت زعامتها بالصلب و الفولاذ و استحقت منا كل التقدير و الاحترام .
… لن ادخل في أسباب تراجع بعض الأندية لان وباء كرونا و مخلفاته لوحدها كفيلة ان تتخذ كذريعة ، و إنما اريد ان اركز على ما مزق فؤادي من الأسى و زادني يقينا على يقين اليقين اننا في الهاوية ، لك ان مسابقات البطولة المغربية تجرى في غياب التلفزة المغربية و النقل المباشر لمجرياتها …… هذا العنصر الوحيد يكفينا ان نؤكد على ان الرياضة المغربية في خراب و اندثار ، سيما و قد عهدنا منذ سنوات أن التلفزة لا تبخل بحضورها و تنقل البطولة على المباشر طيله أيامها …
.. ما السبب ؟.. من المسؤول؟.. هل هناك من يقوم؟ … أسئلة تبقى مطروحة و نبقى نستمر في فضح الاعوجاجات ان أن تلتحق روحنا بالباري تعالى و هذا واجبنا و نحن نخدم مقدسات وطننا.
.. إضافة إلى غياب التلفزة المغربية غاب الجمهور . إذ باستثناء السباحين و المؤطرين و بعض المسيرين و المسؤولين ، المدرجات فارغة ، و لو ذرة من 40 مليون نسمة حضرت .. أين عشاق هذه الرياضة ؟ . لماذا تغيبوا ؟. من السبب ؟. هل قامت لجنة التواصل و الإعلام بالجامعة بمسؤولياتها و ركزت على دعاية شاملة لهاته البطولة؟….
خلاصة القول ، و نحن من السباحة و إلى السباحة و أبرز مسيريها و مؤطريها و مدربيها اخوانا لنا أؤكد من طرفي و بكل صراحة اننا اليم مع السباحة في منعرج .. اللجنة الاولمبية غائبة بثقلها إذ على الاقل ، تمنيت أن يحضر احد اعضائها و يتتبع هذه البطولة… لكن مع الأسف… ونستمر في انتظار ثورة رياضية على مستوى كثير من المسؤولين الرياضيين ببلادنا…
المصدر : https://akadinews.com/?p=10895