عقادي نيوز – سعيد ادرغال
في الحقيقة مللنا من الحديث عن الهزات التي تتكرر مع كل مشاركة للمنتخب المغربي لألعاب القوى ، في المحافل القارية والعالمية ، فقد أصبح الأمر مثل مسلسل طويل و رديء ، يشعرك بالقرف عند سماع عنوانه ، وكي تصرف النظر عنه لتجنب وجع الرأس ، تعود إلى تلك الحقب الذهبية لام الألعاب ، حيث تسترجع الذكريات الجميلة علها تنسيك ألم واقع الحال ؟!
خروج العدائين المغاربة من الدور الأول ، لاقصائيات مسافة 1500متر ،وفي بطولة العالم ، ليس بالخبر العادي ، حيث كان يفترض التنافس على المراكز الثلاثة الأولى ، وهنا لا أتحدث عن العناصر المشاركة ، وإنما عن جامعة أحيزون التي كان عليها تحضير عدائين وفق معايير عالمية ، وتوفر لهم كل الوسائل لتحقيق هذه الغاية ، حيث الأمر يتعلق بالراية المغربية ، وبمسافة مغربية بامتياز لم تعرف العقم منذ زمن سعيد عويطة ، وكان في أسوأ الأحوال في المحافل الدولية يتنافس العداؤون المغاربة على الميداليات في النهائي ، لكن أن يفشل المغرب في بلوغ نصف النهائي ، فهذه كارثة ومهزلة ، تستوجب إعادة النظر في الجامعة ، إداريا وتقنيا ، والقيام بإصلاحات عاجلة وجذرية ، ولما لا استنساخ التجربة من الإتحاد الكيني و الأثيوبي ، حيث هذان البلدان يستمران في النجاح ، بعدما استغلا بشكل مثالي المناخ المناسب للمسافات المتوسطة والطويلة ، واشتغلا على صقل المواهب وتدبير العاب القوى بطريقة احترافية ، رغم قلة الموارد ووجود فوارق شاسعة بيننا وبينهم إلا أنهم من أقل الأشياء يصنعون الامجاد والبطولات بينما نحن نملك كل شيء ولا نتجاوز الدور الأول ، وهذا يعني أن هناك خلل إداري عميق وعمل تقني لا يرقى إلى المستوى المطلوب.
لقد كان بديهيا الإستمرار بشكل أفضل في العاب القوى ، بالحفاظ على المكتسبات ، وتحسين الأداء في المسافات التي شكلت دوما مصدر تتويج وتألق للمغرب مثل : الماراثون، 1500متر – 10000- 5000- 3000متر موانع – 400متر حواجز 800متر….حيث هذه المسافات تألق فيها المغرب في الثمانينات والتسعينات : عويطة ، الكروج ، لبصير ، الكوش… غريب ، الكومري(رحمه الله ) ، عبد القادر مواعزيز… السكاح ، حيسو ، خ.بولامي ، ب.بوطيب ، ب.بولامي ، ع.الزين ، صاهير ، الخطابي…المتوكل ، بدوان ..فوزي اللهبي ، حيدا محجوب….والقائمة طويلة وغنية ، غنى تحول اليوم للأسف الشديد إلى فقر مدقع ، ليس من ناحية الكم حيث هواة الجري بالآلاف لكن من ناحية الكيف ، حيث لا تجد من يوفر لهم الإمكانات المادية وكل ظروف التدريب والتحضير ، للتوهج والتألق القاري والعالمي وتحطيم الأرقام القياسية… فالمغرب ولاّد دائما ، فهو بلد الراضي و عويطة والمتوكل والكروج …وقادر على ان ينجب مواهب اخرى تقارع في ارقى التظاهرات العالمية….لكن يبدو أن المهازل سوف تتواصل في ظل سياسة أحيزون ، التي تركز على إنجاز الحلبات وتنظيم السباقات ، بينما الأهم والأجدر والأولى…هو الاستثمار في العنصر البشري بشكل مثالي واحترافي ، وهنا لا بد من الاستعانة بخبرات العدائين السابقين ، وتمكينهم من المعدات والتكوينات والأجور المحترمة…من أجل إنقاذ العاب القوى المغربية ، وإعادتها إلى الطريق الصحيح ، غير هذا لا ننتظر سوى هزات وسقطات عنيفة ، و بدرجات اقوى!
المصدر : https://akadinews.com/?p=9078