عقادي نيوز/ سعيد ادرغال
نشر الأستاذ محمد احليمي ، المختص في التغذية والحمية والغذائية ، على حسابه على ” فيس بوك ” ما وقع له خلال حريق العرائش ، الذي امتد نحو مزرعته ، وكيف غيرت الرياح مسار الحريق … وتفاصيل أخرى عجيبة وغريبة ، نتابعها كما جاءت في مقال الأستاذ محمد احليمي :
— سلام الله عليكم أحبابي و لكل من يسأل عنا نحن و الحمد لله بخير و الحيوانات و المزرعة بخير.
بدأت القصة يوم الخميس بعد الظهر و أنا في العمل رن الهاتف من مساعدي في المزرعة قال “العافية قربات” كنت وقتها آملأ استمارة اجازتي وضعت القلم و صرت أكبر الله أكبر الله أكبر توقف دماغي عن التفكير تذكرت صورا و ما وقع قبلها بالقصر الكبير “بوجديان” “تطوفت” “القلة” لكم أن تتخيلوا حجم الدمار الذي حصل هناك راودني تفكير ان نفس السيناريو سيتكرر هنا.
خرجت مسرعا علني أصل هناك و أنا أعلم أنني لن أتمكن من الوصول لأن الدوار محاصر بالنيران بحكم أن الدوار محاط بغطاء غابوي كثيف كنت أحاول معرفة حالة الوضع ثانية بثانية من العامل من الأصدقاء هناك لا معلومة إلا النار تحرق كل شئ.
خرجت من مدينة العرائش في اتجاه الدوار إذا بي أرى نارا يصل طولها الى 30 متر حريق آخر بالقرب من المستشفى غابة “لامبيكا” كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معنى نار و رماد يغطي شوارع العرائش دخان كثيف.
بين حريق في الدوار الذي يبعد عني حوالي 25 كيلومتر و حريق في العرائش الذي يبعد عني ب 300 متر اشتد الأمر.
مخرج المدينة في اتجاه الدوار مغلق تماما ، حركة السير متوقفة استحالة وصولي للمزرعة عدت للمنزل اتتبع الوضع هاتفيا لا جديد الا أن النار تتقدم من الجانبين اتجاه المزرعة رياح شرقية و حرارة مرتفعة و ادغال زادت من صعوبة المهمة على الجميع الكل يساعد الكل تحلى بالشجاعة كل الخوف تحول لشجاعة لإنقاد ما يمكن انقاده احتراق غابات، أشجار، تبن “حصيدة” دخان كثيف يكسو المكان نيران تتقدم بسرعة خيالية.
الساعة تشير الى السابعة مساء احترقت الغابات المحيطة بالطريق الوطنية فتحت الطريق في وجه حركة السير سارعت للتوجه الى هناك و انا أعلم حجم الواقعة اقتربت الى مدخل الدوار دمار شامل غروب شمس غريييييب شمس لونها دموي لم أشهد للوضع مثيل في حياتي.
دخلت مدخل الغابة في اتجاه الدوار ، النيران مشتدة في الطرف الآخر غير بعيدة عن منزلي هناك غربت الشمس و عوض ضوئها ضوء النيران المشتعلة و القمر حزين بلون أحمر مررت لأطمئن على حال جاري قابلني بالبكاء هو و أسرته لا خسائر في الآرواح لكن النار فعلت ما فعلت بنفسيتهم و نفسيتنا.
اقتربت من منزلي هناك سواد في سواد رماد في رماد نار تشتعل في الغابة القريبة جاء الخبر؟! قالو لنا الطائرات لا يمكنها الاشتغال ليلا بالإضافة الى صعوبة المسالك بل استحالة وصول شاحنات الإطفاء.
الساعة تشير إلى الواحدة ليلا اللهيب يملأ المكان تقنيا كانت رياح الغربي ليست في صالحنا لأنها كانت تحول مسار الحريق نحونا كنا ننتظر رياح الشرقي لأنها كانت تحد من تقدمها نحو المساكن خاصة و نحن محاطين ببقايا التبن بعد الحصاد و الذي إذا ما طارت شضايا الحريق نحوه ‘الحصيدة” يصبح الأمر كارثيا.
الساعة تشير إلى الثانية ليلا ، ليلة الخميس صبيحة الجمعة في لحظة كان الدعاء فقط ما يسعنا فعله توقفت الرياح بعدها تحولت الرياح من غربية الى شرقية في لحظة كانت النيران لا يفصلها إلا دقائق عن حقل لأشجار الزيتون لأحد الجيران و بعدها للمزرعة قمنا باخراج كل الحيوانات و اطلاق سراحها استعداد للأسوء في لحظة حاسمة هبت رياح الشرقي تغير اتجاه الحريق نحو مركز الغابة استمرت في التوغل داخلها كل سكان القرية خارج منازلهم نترقب الوضع.
بقدرة قادر دعواتكم دعواتنا تغير مسار الحريق بشكل يشكل معجزة ربانية جعلتنا نبكي.
في القصة قصص لبسالة، شجاعة، شهامة و رجولة الجميع بما فيهم رجال و نساء الدوار دخل الحريق داخل الغابة الساعة تشير الى الرابعة صباحا توقفت الرياح قلت شدة الحريق ابتعد حتى اننا لم نعد نراها انشغلنا في اطفاء الجمرات المشتعلة لإخمادها لكي لا تعاود الإشتعال.
الساعة تشير الى الخامسة صباحا لم نفهم ما وقع نعلم شيئا واحدا معجزة وقعت لم نصدق، انهكت اجسادنا، رماد يغطي أجسادنا جلسنا تذكرنا أننا عطشانين و نحن تحت ضوء القمر الأحمر نحاول شرح و فهم ما حدث.
استمر عملنا حتى الصباح نحرص على ألا تكون هناك استفاقة لأحد الجمرات المشتعلة في الصباح علمنا أن الحريق انتقل لدوار آخر زاد ألمنا لأنهم سيعيشون نفس السيناريو.
فرحنا لقدوم طائرات “الكنادير” التي قيل لنا انها لا تعمل الا نهارا تقوم باخماد الشضايا.
الحالة مستقرة بدأ الهدوء يعم المكان نيران تشتعل في دواوير أخرى قلوبنا معهم. غادرنا المكان دخلت المزرعة كان في استقبالي كلابي الأوفياء كان بودي أن أحضنها و أحضن كل الحيوانات أشجار نالت منها حرارة جو الحريق الذي عم المكان أعدنا ترتيب كل شيئ فتذكرت أنه علي أن أنام و آكل لأنني كنت قد نسيت هذه الحاجيات وضعت رأسي على الوسادة أعيد سيناريو القصة و أتسائل هل هي حقيقية ، إنها حقيقية و لا يمكن أن تكون خيالا.
قد يقول البعض لما هذه القصة؟!
الجواب للعبرة.
في هده الأتناء و أنا أكتب هده الأسطر هناك من يعيش نفس القصة بل و أكثر قساوة علينا أن ندعو لهم باللطف و ربي يجعلها بردا و سلاما عليهم.
*ملحوظة : لقد حدث تصرف بسيط في القصة كي تتلاءم مع طريقة النشر في الجريدة ، تصرف لم يغير شيئا من محتوى المقال.
المصدر : https://akadinews.com/?p=9025