في بداية الألفية الثالثة كانت اللعبة على موعد مع التقنية المتطورة والتكتيك الصارم، حيث عرفت كرة القدم داخل الصالات، نزعة قوية نحو الفرجة والحماس، واشتهرت بشكل ملحوظ بل وبدأت تسرق الأضواء من أختها الكبرى، لكن رغم كل هذا أرادت الفيفا أن تقلل من حجم كل هذه المظاهر، فخلال بطولة العالم 2004 والتي أقيمت على أرض التايوان كان الخطاب عميقا من حيث فلسفة اللعبة.
وعلى الرغم مما شاهده المتفرجون في القاعات، فقد جاء تقرير الفيفا بشأن هذه البطولة مثيرا للجدل، حيث أشار إلى أن أغلبية المنتخبات لم تقارن بين كرة الصالات والكرة العادية، وركزت كثيرا على خصوصية هذه اللعبة.
لكن الحقيقة كانت خلاف ذلك، هو أن اللعبة في هذه التظاهرة عرفت تطورا كبيرا، وساد كل المقابلات نوع من التنافس القوي والشريف كما غلب عليها طابع الروح الرياضية.
وفي السابع من فبراير 2007، سقطت الفيفا في التناقض، حيث صرحت بأن كرة الصالات أصبحت لعبة قوية ومن أسرع الرياضات في العالم، وأنها عرفت توافدا ملحوظا من حيث الممارسين حيث وصل عدد الرخص المسجلة في ذلك التاريخ إلى مليوني رخصة، وأكثر من هذا قدرت الفيفا عدد الممارسين في ثلاثين مليون ممارس ناهيك عن آخرين يمارسون اللعبة بطرق مختلفة، لكنها ظلت عاجزة عن اقتحام المجتمع الأولمبي والتخلص من الصراعات التي لازمتها.
لا يمكن الحديث عن تطوير لعبة كرة الصالات دون استحضار الحكام باعتبارهم جزئا لا يتجزأ من المنظومة، وكانت البرازيل سباقة لإدخال حكام المباريات إلى عالم الاحتراف، مند عام 1996، وعلى نفس السبيل سارت إسبانيا وإيطاليا والبرتغال وروسيا وبلدان أخرى.
وفي بطولة العالم بالتايلاند بدأت الفيفا تضع تصنيفات التحفيز وجوائز أحسن لاعب، والتي كانت من نصيب اللاعب البرازيلي فالكاو، وهو أفضل هداف في التاريخ، تجاوز مواطنه مانويل توبياس ليصبح أفضل هداف في تاريخ كرة الصالات لهذه المسابقة بالهدف رقم 44 في كأس العالم لكرة الصالات.
أليساندرو روزا فييرا فالكاو، الجناح البالغ من العمر 39 عاما والذي يرتدي القميص رقم 12، حطم الكثير من الأرقام القياسية، على امتداد علاقته مع هذه اللعبة المفضلة لديه منذ نعومة أظافره، فبعدما حقق لقب اللاعب الأكثر خوضا للمباريات في تاريخ المسابقة، بعد تجاوز مواطنه توبياس، الذي كان قد تقاسم معه غرفة الملابس في مونديال 2000، تمكن من بسط سيطرته المطلقة على اللعبة، بعد انفجار حسه التهديفي في النهائيات العالمية في نسخة تابيه الصينية 2004 حيث سجل 13 هدفا مما جعله يفوز بجائزة حذاء أديداس الذهبي والكرة الذهبية.
لكن ذلك لم يكن كافيا لرفع الكأس الغالية، إذ بقي خارج المباريات النهائية للمرة الأولى والأخيرة في مسيرته. وفي سنة 2008 لعب بطولة العالم على أرضه، وكانت الأكثر نجاحا بالنسبة إليه من حيث الحذاء الذهبي والكرة الفضية بعد أن سجل 15 هدفا.
أما نسخة تايلاند 2012 فكانت استثنائية بكل المقاييس، إذ سرقت المشاكل الصحية من وقته داخل الملعب، لكنه مع ذلك سجل أربعة أهداف. بينما خصم فالكاو الأول الذي أخد نصيب الأسد من أهدافه هو المنتخب الأوكراني، الذي سجل في مرماه سبعة أهداف في ثلاث مباريات، يليه منتخب جزر سليمان بستة أهداف في مباراة واحدة وأستراليا بخمسة أهداف.
لم يبق أمام هذه الأسطورة إلا رقم قياسي واحد، كان يسعى لتحطيمه قبل أن يعتزل اللعب مع المنتخب البرازيلي، وهو أن يصبح أول لاعب يفوز بثلاث بطولات كأس العالم في كرة الصالات.
المصدر : https://akadinews.com/?p=27240