محمد الجامعي.
بعد نهاية مونديال غواتيمالا 2000، شرع الاتحاد الأوربي لكرة القدم في وضع الترتيبات الخاصة ببطولة أوربية للأندية البطلة داخل الصالات، على غرار ما يقوم به اتحاد أوربي تابع للفيفوزا، أعطيت ضربة البداية لأول بطولة سنة 2001، لكنها عرفت انسحاب مجموعة من الأندية التي كانت مدعوة لخوض هذه المنافسات بسبب انعدام الدعم المادي من قبل اتحاداتهم المحلية، لاسيما وأن شروط المشاركة في هذه البطولة كانت عالية التكلفة وأن الاتحاد الأوروبي وضع معايير الاشتراك على الطاولة، لذا اعتبرها الكثيرون مكلفة فأدت إلى انسحاب البعض منهم، كممثلي هولندا وليتوانيا وكازاخستان ورومانيا، كل هؤلاء وضعوا المفاتيح تحت الحصير ثم غادروا.
عرفت نسخة2001 المبتورة مشاركة ثمانية فرق فقط مقسمة إلى مجموعتين، أما نسخة العام الموالي فشهدت ارتفاعا في عدد الأندية المشاركة بعد أن تزايد الإقبال واضطر الاتحاد الأوربي إلى اعتماد نظام التصفيات.
وبشهادة المتتبعين كانت نسخة 2005 الأفضل من حيث المردود الفني والإقبال الجماهيري، إلا أن النجاحات لم تتوفق إلى حدود الدورة السادسة ليقرر الإتحاد تسويق البطولة إعلاميا ونقلت المباراة النهائية مباشرة عبر محطات البث التلفزيوني، ولأول مرة أجريت القرعة وفق نظام اختيار رؤوس المجموعات.
بموازاة مع هذه الطفرة شهدت 2004 تنظيم أول معسكر للحكام قبل الدوري بإشراف الإتحاد الأوروبي، وانكبت عدد من الأندية الأوربية وعددها ثمانية عشرة ناديا على تنزيل مشروع لتطوير اللعبة عند الشباب ولقد أشرف على هذا المشروع المكون “خايمي إيزا”
واعتبارا لكون كرة الصالات بوابة واسعة نحو كرة القدم العادية، وتوطئة لها من ناحية التكوين التقني والمهارات الفردية، كما هو الحال مع نجوم المونديال الكبار أمثال: رولاندو وزيكو ورونالدينيو، فإن اللعبة تركت أثرا طيبا لدى اللاعبين البرازيليين مقارنة مع الأوروبيين.
وصل عدد الأندية المشاركة في البطولة الأوربية عام 2006، إلى 51 ناديا مما دفع الإتحاد الأوروبي لتنظيم بطولة ثانية لأقل من 21 سنة، كما أعيد النظر في عدد الأندية سنة 2010، تقرر أن يتم حصرها في 12 ناديا فقط.
مع تزايد عدد الممارسين والمنافسات الدولية قرر الإتحاد بتاريخ في بداية من 2004، تنظيم بطولة أمريكا الجنوبية لأقل من 20 سنة وبطولة نسوية في نفس اللعبة، علما أن التاريخ يسجل بأن أول مباراة نسوية دولية قد جرت بتاريخ 6 ماي 1983، وجمعت بين المنتخبين البلجيكي والهولندي بمدينة بلغراد، وعرفت فوز الهولنديات بحصة 7 مقابل1.
أما النسخة الأولى لبطولة أمريكا الجنوبية لسنة 2005 فقد جمعت كلا من الأرجنتين والبرازيل والأوروغواي والبارغواي والبيرو، وقد أقيمت بالبرازيل تزامنا مع احتفالات هذا البلد بالذكرى الخمسين لتأسيس جامعة كرة الصالات البرازيلية.
ومع انتشار اللعبة بأمريكا الجنوبية وتزايد عدد الأندية، عقد الإتحاد أوائل شهر سبتمبر 2006 اجتماعا تحت إشراف الفيفا في مدينة مونتي فيديو بالأورغواي، كان الهدف منه البحث عن مسلك لجلب الدول التسعة التي كانت حتى ذلك الوقت تغرد خارج سرب الفيفا، والعمل سويا على تطوير اللعبة أكثر وتلقينها للصغار.
في بداية القرن الواحد العشرين قامت الفيفا بدراسة كل قوانين اللعبة من مختلف الجوانب لإصدار الدليل القانوني باللغة الإنجليزية، وبالرغم من أن قوانين اللعبة كانت قد عدلت سنة 2005، ورغم أن معالم دستور اللعبة كانت تبدو واضحة، فقد قامت الفيفا في العام الموالي بترميم سطوره لإيجاد مسلك لتلميعه أكثر وتحبيبه من الممارسين، وأصدرت بلاغا لكل الاتحادات القارية والمحلية في العالم في فبراير 2007، تحت الاتحادات على تطبيق القوانين الجديدة وتوحيدها والعمل بها، معبرة عن تنديدها بتكاثر القوانين وتشعبها. وجاء في البلاغ: “إن الممارسة بقوانين خيالية في أنواع أخرى من الرياضات هي جارية حاليا في كرة الصالات الحالية إذا لم نوحد قوانينها”. وتم التلميح هنا للدنمارك التي كانت ولا تزال تطبق قوانين خاصة بها في بطولاتها. وتعتمد الفيفا على البرازيل وإسبانيا لتطبيق القوانين حرفيا كي يكونا قدوة للآخرين خاصة وأن هذين البلدين لهما شهرة خاصة وتاريخ عريق في هذه اللعبة، لكن إسبانيا كانت تطبق قوانين في بلدها وأخرى في الملتقيات الخارجية، قبل أن توحد ترسانتها، ففي البطولة الوطنية كانت قوانين لعبة كرة اليد سارية المفعول خاصة حينما تخرج الكرة على خط الملعب.
المصدر : https://akadinews.com/?p=26982