محمد الجامعي.
عرفت اللعبة بتعدد مسمياتها حتى أصبحت تحمل اسما في رقعة جغرافية، لتستقر في الأخير عند “الفوت صال”، وهو الاسم الرائج عند كل من الفيفوزا والفيفا.
في مؤتمر مدريد لعام 1985 حاولت الفيفوزا، التي كانت حينها بمثابة الاتحاد الدولي الشرعي، توحيد اسم اللعبة في كل بقاع العالم، حتى توحد المفاهيم والقوانين وتنهي فوضى الأسماء. علما أن الاتحاد الدولي لكرة القدم كان سباقا لمراسلة جميع الاتحادات المحلية مطالبا بتشديد المراقبة على كرة القدم داخل القاعات ومنع تسلل لاعبيهم لملاعب كرة القدم العادية. وفي عام 1974 نشرت مجلة “ليكيب” الفرنسية مقالا أعادت فيه إلى الأنظار مطلب الفيفا التي كانت تتخوف من تنظيم بطولة العالم من طرف الفيفوزا. كما كانت تتخوف أن تسقط اللعبة بين أيادي الخواص وتستغل للربح المادي بدلا من الرياضي حسب قولها.
في بداية 1979 بدأت الفيفا تأخذ الأمور بجدية وقررت احتواء اللعبة والسيطرة عليها بالكامل، بدافع تخوفها أن يأتي يوم تتطور فيه اللعبة خارج إطارها وتفقد السيطرة عليها وخاصة في أوروبا كما حصل في أمريكا الجنوبية. لم تتوقف مناوراتها بالرغم من النتائج الإيجابية والأشواط التي قطعتها كرة الصالات، حيث أنها ظلت تتطور في أمريكا الجنوبية خارج سلطة، لذا اختارت التصعيد كي تعطل تقدم عجلة الفيفوزا وتشلها في كل بقاع العالم. بل إنها أصدرت كتيبا يضم تعديلات في قوانين اللعبة انطلاقا من تغيير اسمها لتصبح لعبة في الفضاءات المغلقة. ولم تكتف بالفيفا بهذا الإجراء بل عملت على تكوين مجموعة من الأخصائيين لتسطير قوانين جديدة حيث تمت صياغتها النهائية في نونبر 1985، تحضيرا لبطولة العالم في محاولة أخرى لخلط الأوراق ووضع الفيفوزا في حالة ارتباك.
وحتى يتم ترسيخ الضوابط الجديدة تم الاتفاق على تنظيم دوريات تحضيرية في كل من إسبانيا والبيرو، وكلف كل من ميكيل غالان طوريس ووخوصي بونيتي للإشراف على هذه “البروفات” التي اختتمت بدوري في هنغاريا عام 1986
اعتبرت القوانين الجديدة بمثابة صفعة في وجه البلجيكيين الذين كانوا متشبثين بقوانينهم، حيث أن التعديل شمل كل الفصول باستثناء حجم الكرة ومساحة الملعب، كما شمل قانون الأربع دقائق واحتساب الخطأ حين تلمس الكرة سقف الملعب، ثم الطرد في حالة جمع اللاعب ثلاث بطاقات صفراء.
واستمرت الفيفا في الاستعداد للتحدي الكبير، فقامت بتنظيم ثلاث دوريات أخرى للتأقلم مع القوانين الجديدة، في كل من بودابيست وإسبانيا ثم البرازيل، ولقد عرفت نجاحا كبيرا من حيث الإقبال الجماهيري، فضلا عن التغطية الإعلامية المتميزة، مع إجماع على ضعف التحكيم باستثناء حكم واحد كان متمكنا من قيادة المباريات بحنكة كبيرة هو “موشايرت”.
أغلب الدول لم تجد صعوبات في التأقلم مع القوانين الجديدة، باستثناء هنغاريا التي لم تجد طريقها للتأقلم بسرعة وواجهت صعوبات شتى، خاصة مع حجم المرمى لأنها كانت تمارس بمرمى أصغر على الآخرين ما جعلها ترفض هذه القوانين، واستمر الوضع على هذا الحال إلى غاية 1996 لتندمج مع الدول التي تقاسمت هذه المتغيرات.
كل القوانين التي طبقت في الدوريات التجريبية، هي مستوحاة من قوانين الإتحاد الأوروبي التي تمت المصادقة عليها من طرف الجميع بتاريخ في يونيو 1987، كما أن عقوبة الطرد التي دار حولها جدال في السابق فقد وجدت استحسانا في نهاية المطاف، ويعد انتهاء الدوريات الودية قررت الفيفا رسميا ضم اللعبة تحت لوائها، كما قرر المجلس التنفيذي إنشاء لجنة الإشراف على كرة الصالات يترأسها الإسباني بالو زيبيس. قبل أن يتم الإعلان رسميا عن تنظيم بطولة العالم 1989، وأن يستمر تنظيمها كل أربع سنوات موازاة مع تنظيم الألعاب الأولمبية، خاصة وأن النجاح الذي شهدته بطولة العالم التي نظمتها الفيفوزا عام 1985، والنهائي التاريخي الذي جمع إسبانيا والبرازيل وما رافقه من حضور جماهيري غفير وتغطية إعلامية واسعة ظل يتراقص أمام عيون الفيفا.
المصدر : https://akadinews.com/?p=26921