حمى التجنيس والبحث عن موطئ قدم في الأولمبياد بقلم / محمد الجامعي

admin
رياضة
admin5 أغسطس 2024
حمى التجنيس والبحث عن موطئ قدم في الأولمبياد بقلم / محمد الجامعي

‎محمد الجامعي.

اعتمدت إسبانيا في تطوير بطولتها على اللاعبين البرازيليين، جلبتهم من البرازيل ومن دول أخرى للرفع من مستوى التنافس في المباريات وضمان حضور جماهيري كبير، كما عملت على تجنيس البعض منهم ليواجهوا بلدهم الأم في محاولة لانتزاع اللقب منهم وبالتالي الجلوس على كرسي الزعامة للعبة تعتمد على المهارات الفردية بشكل كبير.
‎ استنسخ هذه الفكرة منتخب إيطاليا، الذي ضم إلى صفوفه عناصر مجنسة شاركت بالقميص الأزرق في بطولة أوروبا للأمم عام 2003، كما نهجت بلدان أخرى أوروبية نفس النهج، والحصيلة وجود خلطة من اللاعبين المواطنين والمجنسين. الآن يوجد لاعبين إيطاليون في إسبانيا وتشيكيون وصربيون في روسيا كالأخوين “مريس”، كما يوجد برتغاليون وهولنديون في بلجيكا.
‎وجلبت كازا خستان هي الأخرى لاعبين أجانب من البرازيل كي ترفع من وتيرة مستوى اللعبة ببلادها، وارتفعت أشهم اللاعبين القادمين من أمريكا اللاتينية، مثل اللاعب فاغنير كايتانو بيريرا الذي يعد من أفضل اللاعبين البرازيليين والذي حصل على الجنسية الروسية مع نادي “دينامو يامال موسكو”، واللاعب دوس سانطوس روبينيو الذي كان محترفا في بلجيكا قبل هجرته إلى روسيا.
‎حين أصبحت اللعبة ذات جاذبية تجدد التفكير في نشرها على نطاق واسع عبر بوابة الأولمبياد، لكن في كل مرة يشرع الحديث عن الألعاب الأولمبية، يبدأ التفكير في كرة الصلات من خلال سؤال جوهري: متى سيسمح للعبة أن تصبح لعبة أولمبية كسائر الألعاب القديمة والحديثة العهد؟
‎نعود قليلا إلى الوراء وتحديدا عام 1995، حيث قامت الفيفا بتعاون مع الجامعة الإسبانية في عهد الرئيس سامارانش، ببحث كيفية ولوج اللعبة لأولمبياد برشلونة لكن كل المحاولات انتهت بالفشل، في وقت كان الكل متفائلا وينتظر فوز الفيفا بتبني اللعبة في هذا الأولمبياد على الأقل كالعبة استعراضية، أو حثي إذا استدعى الأمر تبرمج في الأولمبياد الشتوي في مونتيفيديو.
‎في مؤتمر اتحاد أمريكا الجنوبية تمت مناقشة هذا الموضوع بجدية وحزم، وظهرت بعض الملامح تشير بأن الكل يحبذ الفكرة ويتمنى تحقيقها في أسرع وقت على ملاعب الأولمبياد. لكن في الثامن من غشت 2008، وفي تصريح محشو باليأس وخيبة الأمل، قال جوزيف بلاتر رئيس الفيفا إن اللعبة “ستكون حاضرة بأولمبياد بيكين”.
‎لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل وتكسر حلم الفيفا حينما اصطدم بصخرة القانون الأولمبي في الفصل 13، الذي لا يسمح لأي اتحاد بالإشراف على لعبتين في الأولمبياد، وبالرغم أن الفيفا عللت موقفها بأنها لعبة كرة القدم مصغرة، جاء الرد بأن القانون الأولمبي سيطبق طبقا لما هو معمول به سابقا على لعبة كرة المضرب وكرة الطاولة لكل منهما جامعتها المستقلة عن الأخرى، وكذلك الهوكي فوق العشب والهوكي فوق الجليد رياضتان متشابهتان لكن لكل واحدة منهما جامعتها.
..

رابط مختصر