عبدالرحيم محراش
دائما ما يعترف “معشر الرجال” وراء كل رجل عظيم إمرأة. و لعل العمل و الدور الذي قام الدور به المدرب مصطفى الموساوس في تغيير مسار البطلة فاطمة الكردادي يؤكد أيضا ان وراء كل بطلة أو إمرأة عظمية رجل..
فقد كان لهذا الاطار الوطني الكفئ دورا رئيسا في بروز العداءة المغربية فاطمة الزهراء الكردادي على الصعيد العالمي، فبعد ان اكتشف موهبتها الفطرية نصحها بأن تغير اختصاصها إلى السباق الأطول “الماراثون” بعد أن كانت تركز جهدها في سباقي 5000م و 10000متر، و أصبحت في مدة زمنية قصيرة بطلة عالمية .
و فاطمة الزهراء الكردادي معروفة بصلابتها القوية، و تحدي المستحيل، بدأت مسيرتها في تخصصها الجديد بأفضل طريقة، و أعطت إشارات بمستواها المثير للاعجاب في أول ظهور لها في الماراثون بعدما تمكنت من تحقيق الفوز بماراثون مراكش الدولي 2022 متفوقة على عداءات لهن تجربة كبيرة و زادت عن ذلك تحطيم الرقم القياسي للسباق. و في العام الماضي (2023) الذي صادف بطولة العالم التي جرت في بودابيست، اكدت الكردادي انها قوة صاعدة، و أثبتت رؤية مدربها السيد الموساوي الصائبة، من خلال ماراثون الرباط الدولي الذي كان ثاني سباق تخوضه في مسيرتها، الذي فازت به، استطاعت أن تضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، بفوزها المستحق، و تحطيمها للرقم القياسي للسباق، و تتويجها بطلة للمغرب، و حجز بطاقتها في مونديال بودابيست، و كذلك تمكنت الحد من الهيمنة الكينية و الاثيوية على السباق منذ انطلاقته عام 2015، و أصبحت بالتالي اول مغربية تفوز بهذا السباق.
و قبل بطولة العالم في بودابيست، لم يكن أحد يرشحها لمنصة التتويج الا القليل جدا، منهم على الخصوص مدربها السيد مصطفى الموساي الذي آمن بقدراتها و منحها شحنة إضافة بأنها قادرة على خلق المفاجأة و الصعود إلى منصة التتويج. و رغم كل الإكراهات و الضغط التي عانته قبل التحدي العالمي من بعض الأشباح الذين تعودوا الركوب على مجهودات الاخرين و القصة الكاملة يعلمها الجميع. لكن الكردادي تشبتت بالأمل و ثقتها في قدراتها و بنصائح مدربها و خاضت التحدي الصعب و السباق الشاق الذي كان الأول لها خارج المغرب و الثالث في مسيرتها، لترد بقسوة لكن في الميدان بإنجاز تاريخي غير مسبوق وطنيا و انتزعت برونزية عالمية غالية بوزن الذهب رغم تجربتها القصيرة في هذا الاختصاص، متفوقة على عدد كبير من العداءات لهن باع طويل في السباق.
و بنفس الطموح تواصل البطلة الكردادي استعدادتها تحث إشراف مدربها مصطفى الموساوي، و بمساعدة زوجها مصطفى الهودادي، الذي توج هذا العام بطلا للمغرب في الماراثون، و الذي يقوم بدور فعال في خلق كل الظروف الجيدة لاستعدادات البطلة الكردادي، و يحدوها أمل كبير بتكرار الإنجاز العالمي أو تجاوزه رغم قوة المنافسة بتواجد أقوى العداءات على الإطلاق في تاريخ السباق بما فيهن الاثيوبية تيجيست اسيفا حاملة الرقم العالمي و مواطنتيها اماني بيريسو الحائزة على برونزية الدورة السابقة في طوكيو و جوتيتوم جيبريسيلاس بطلة العالم في يوجين 2022، و الثلاثي الكيني المكون من بيريز جيبشيرشير حاملة اللقب الاولمبي، و بريجيد كوسجي، وصيفة بطلة الاولمبياد في طوكيو، و صاحبة الرقم العالمي السابق، و هيلين اوبيري التي تحولت في السنتين الاخيرتين إلى سباقات الماراثون و حققت نتائج لافتة ترشحها لمنصة التتويج.
بطلتنا الكردادي بطموحها الكبيرة قادرة على قهر المستحيل من جديد و المنافسة بشراسة و الدفاع على حظوظها للصعود إلى منصة التتويج. و ان وفقها الله تعالى ستنقش اسمها في التاريخ الأولمبي و تصبح اول مغربية و عربية تتوج بميدالية في سباق الماراثون.
== دعواتنا بالتوفيق و النجاح و لجميع المغاربة ===
المصدر : https://akadinews.com/?p=26614