الألعاب الفرنكفونية التاسعة بعيون سعيد عقادي.
العدد رقم 30.
جرت المسابقات الثقافية و الرياضية للألعاب الفرنكفونية بكينشاسا فتعرفنا عن نتائجها جميعا فتوحدت الرأيا فسدل الستار عنها ..
.. لكن ، هناك ذكريات و صور ، و نظرات و افكار عن اشخاص ستبقى منقوشة في ذاكرتي . و بكل تأكيد ، لن تندثر و لن تمحى ، و سأظل متمسكا بها ما حييت لوحدي .
.. تيقنت باليقين المؤكد هناك ، صدق مقولة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لن تعرف الشخص إلا إذا سافرت معه ، أو تاجرت معه ، أو أقرضته ، أو اقترضت منه . لا تغرنك دندنته بالقرآن أو إطالته في السجود ..
.. فطيلة تواجدي في كينشاسا ، كنت أقرأ و أحلل ، اتدبر و اقارن و استفيد .. نعم ، هي كثيرة الخلاصات و المستنتجات ، و من بينها ما ساتطرق اليه اليوم في هذا العدد .
ساتطرق لمعاملات زميل . رأيتها فريدة ، في شكلها و في مضمونها محبوبة . نعمة ناذرة بين العباد سيما في عصرنا الحاضر .
.. معاملات راقية ، تأثرت بها إلى حد أجد نفسي مضطرا لإثارتها .. للتركيز عليها .. للتنويه بصاحبها .. لأشكره عنها و الدعاء له بأن يجازيه الله خير الجزاء بسببها .
..أجل . من بين وفد الصحفيين المغاربة بكنشاسا كان متواجدا الزميل عادل الرحموني ، و الرحموني معروف . لست في حاجة لاعرفكم بالمناسبة لا بشخصه ، و لا بتاريخه الصحفي ، و لا بتجاربه من خلال السفريات العديدة مع الرياضة .. و لا .. ولا .. و لا..
فتاريخه قائم ، و وزنه لن يزعزع أو يتمايل .. و لكل منا مكامن قوته و ضعفه ، لا كمال إلا للخالق عز وجل . و هنا الرحموني كان متميزا .
.. تميز الرحموني طيلة سفرنا و الى ان تفارقنا عند عوتنا بمطار محمد الخامس بخدمة الزملاء الخدمة الشافية الكاملة .. كان منسقا فأحسن التنسيق .. كان يرتب كل برامجنا اليومية فاتقن الترتيب .. كان عن طواعية سباقا في خدمة مصالحنا و في تيسير أمورنا و تيسير مهامنا الصحفية فافلح .
.. يرجع له الفضل كل الفضل بعد الله عز وجل في حل المشاكل و تسهيل المساطر و توفير راحة البال و البدن لنا ..
.. كان بالفعل جوكيرا في كل المواقف الصعبة و به كنا نتخطى كل الصعاب ..
.. شخصيا ، و نظرا لسني و للتعب الذي اخذ مني ماخذه بسبب المرض ، ما كان علي سوى ان احسن تبعية الرحموني فقط لانجح ..
..نعم . لقد كنت دائما وراءه لاجد الموانع قد وهنت فذابت ثم انقرضت ..
… مع الرحموني سهلت الماموريات ، و زالت كل الاشواك ..
.. مع الرحموني الفكاهة و الضحك و سلالة الأجواء ..
.. سقط الرحموني مرتين
من حدة المرض .. مرتين اخذ منه الجهد و الوهن مأخذه .. مرتين خضع لفحوصات طبية بسبب الإرهاق و المرض . فكان سرعان ما ينهض ليتتبع المشوار و يحاول مهمة خدمة الصحفيين على أحسن وجه .
.. الكل فات و رحل و ستنسيه الأيام و الفتن الا ما بذله الرحموني هناك من خيرات و عمل .
.. شكرا لك اخي الرحموني .. نحن و التاريخ لك نشهد على انك خدمتنا و وفيت ، و الملك عن يمينك يدون لتنال الجزاء الاوفر ، يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم .
شكرا لك . و الذكرى تنفع المؤمنين .
المصدر : https://akadinews.com/?p=19717
