من كينشاسا سعيد عقادي.
العدد 26 .
في هذه اللحظة و الساعة تشير الى العاشرة صباحا من يوم الأربعاء 9 غشت ، نحمد لله نحن الستة صحفيين بكنشاسا ، لأن عملية التسجيل بالمطار انتهت ، مررنا من حاجز التفتيش و المراقبة وختم الجواز من طرف الشرطة ، و ها نحن الآن قد دخلنا غرفة الإنتظار .
.. لك الحمد يا رب ولك الشكر ، و الفرحة لم تكتمل ..
.. قد يبدو هذا الخبر غريبا على القراء و من يتتبعنا من الأهل و الأحباب و الأعزاء . لكن اقول للجميع و باعلى صوتي لو كنتم مكاننا و عايشتم الظروف التي نعيشها الآن لتسابقتم و ركضتم من أجل تدوين هذا الخبر .
.. استيقظنا منذ الرابعة صباحا على اساس ان نمتطي حافلة خاصة الى المطار على الساعة الخامسة ..
.. في قاعة الاستقبال بالفندق انتظرنا الخامسة و السادسة و النصف و لا حافلة و لاطاكسي و لا من يبعث على الأمل ..
.. تدخل الزميل الرحموني مايسترو الفريق .. تلفن ، تسائل ، هاج ، ايقظ النائم و المستيقظ .. فاخبرنا بان الحافلة قد تأتي على الساعة السابعة و الطائرة قد تغير موعد إقلاعها من العاشرة الى الواحدة إلا ربع ..
.. شعرنا مرة بخيبة أمل .. كل منا يسأل هل سنرحل ام تشاء الاقدار ان نستقر بكينشاسا وقد بقينا آخر وفد ؟.
.. هاهي السابعة تحل و الكل يترقب .. أتى السائق .. توجهنا نحو المطار في طريق مزدحم ، في طريق يشكو من الحفر و اكتضاض السيارات و الناقلات و الدراجات النارية ، و حتى الراجلين زادوا الوضع تأزما و ألما و امتعاضا..
.. في مطار مملوء عن آخره ، اصطففنا من اجل التسجيل ، و ما ان جاء دورنا حتى صدمنا مرة اخرى لما اخبرتنا موظفة الخطوط التركية انه علينا تاكيد التسجيل الاولي امام مكتب آخر كان مليئا بالمسافرين و العالقين ممن لهم مشاكل هنا بكنشاسا من حيث السفر ..
.. ربي ، ما هذه المصيبة ، رددت مع نفسي من بعيد و انا اتتبع سي الرحموني المكلف بالعملية يسخط .. يتخاصم .. يعبر عن غضبه و يشرح ما نعيشه هنا من صعوبات منذ اربع و عشرين ساعة ..
.. بعد أخذ و رد و تدخلات الزميل الرحموني الجريئة و المعبرة التي دافعت عن المجموعة ، ها هم المسؤولون يتناولون جوازاتنا وسط عدد كبير من المسافرين العالقين بكنشاسا ليولونا اهتماما خاصا ..
.. تمت عملية التسجيل فاخبرنا اننا إن شاء الله سنصل الى اسطنبول حوالي الساعة الحادية عشر ليلا . بعدها سنذهب الى الفندق ، و غدا ان شاء الله نتوجه الى المغرب على اساس ان نصل الى مطار محمد الخامس حوالي الثالثة و نصف زوالا ..
.. كما قلت في البداية . نحن الآن في قاعة الإنتظار.. في قاعة مليئة عن آخرها بالمسافرين .. ننتظر .. هل فعلا ستحضر الطائرة و تقلع ..
الخلعة اخذت منا مأخذها و لاشيئ يطمئن ..
.. هذا حالنا الخارجي باقتضاب . اما ما يجري في العقل و في الفؤاد و يسري في المشاعر لا يعلمه إلا الله ..
..تعبنا من هول الضغوطات النفسية .. اشتقنا للبلد و العائلة و الأعزاء .. مللنا من الغربة و من الفندق و تغذية الفنادق و المقاهي .
.. قبل أن نمتطي الطائرة ، الخلعة لازالت تغشينا من كل جانب ، الإرهاق استحوذ علينا طولا و عرضا . و بالطبع لن يشعر بمشاعرنا هاته إلا من حضر المشاهد و عاش معنا نفس هذه الظروف ..
.. النيجر فعلتها و إفريقيا تتحرك..لا تهمنا لا سياسة و اخبار بقدر ما يهمنا الآن العودة للمغرب العزيز ..
.. عزيز و غالي بملكه و شعبه و أمنه و استقراره و نموه ٠٠ و لن يدرك هذا إلا من جال و سافر .
.. مرة اخرى اشكر الزميل الرحموني على نشاطه و تضحياته لانه هو السبب ان وفقنا .
.. اشكر الزملاء الآخرين على صبرهم و تضحياتهم .. و إن شاء الله لي عودة في حلقة خاصة عن سي الرحموني المناضل .. سي الرحمون بطل دورة الألعاب الفركونية الاعلامية التاسعة بكنشاسا ، و بدون منافس .
المصدر : https://akadinews.com/?p=19688