من كينشاسا، الألعاب الفرنكفونية التاسعة بعيون سعيد عقادي.
العدد 24 .
فازت الكامرون على بوركينافاصو في المباراة النهائية و هي آخر مسابقة في الألعاب الفرنكفونية التاسعة بكنشاسا ..
.. تمكنت الكامرون من ذهبية كرة القدم و العديد من المنتخبات القوية لم تشارك ، منها المغرب ..
.. لايهمني هنا لا الفوز و لا المباراة و لا نتيجتها ، بقدر ما همني ما سجلت خلال هذا اليوم بكينشاسا من نقط غريبة ، علي ان ارويها .. .. نقط اعطيتها حقها و قدرها و انا اتمعن في خيوطها و أستوعب دلالاتها و معانيها ..
.. و نحن اولا في الطريق إلى الملعب صدمنا و كالعادة من كثرة الإزدحام .. سيارة تلو اخرى في خضم جو حار رافع للضغط ، مؤثر على الأعصاب و ما عليك إلا الصبر و الامتثال ..
.. رغم ان الملعب قريب منا كان علينا ان نقطع المسافة في حوالي الساعة و نصف . فترة حتى و ان كانت ثقيلة على النفس ، مؤثرة على سير العمل ، نراها من جانب آخر ممتعة ، مفيدة ، تثير الإعجاب و التعجب و الضحك ..
.. الدراجات النارية الناقلة تحمل ثلاثة اشخاص تراها تخترق السيارات يمينا و يسارا و لا حادث يوقف السير .. سيارات اجرة جلها مكسرة و معطوبة ، تتمايل و تتسارع ، لا هم لسائقيها سوى الحاق الزبناء الى الملعب و الحادثة لا تهم ..
.. لا وقوف و لا ضوء احمر و لا أخضر و لا من يعاني في هذا المحيط العجيب سوى الشرطة و العسكر الساعين لتهدئة وضع لن يهدأ و لن ينظم .
ما شد انتباهي و نحن نتنقل لتناول وجبة الغذاء و بعدها الدخول الى الملعب ، ان الكونغوليين عائلات و فرادى و جماعات جلهم بلباس نظيف أنيق و كأنه يوم عيد لهم ، يتوجهون إلى لملعب لمشاهدة المباراة النهائية حتى و لو لم يتواجد بها منتخب الكونغو المقصي ..
.. الجميع فرحان .. الكل يهتف ، يهرول نحو الملعب ساعات و ساعات قبل الموعد ..
.. المنظر مثير و عجيب . و ما يجلب خلاله الانتباه و الملاحظة ، انه رغم النقص الحاصل في التجهيزات التحية و الفقر و الحاجة و انعدام الكثير من الضروريات ، فالشعب سعيد ، متخلق ، مؤذب ، يحب المغرب و المغاربة …
.. بالملعب المملوء عن آخره بالجمهور ، لم يهدأ طيلة المباراة و بعدها من الحركية و التشجيع و الرقص و الغناء ..
.. حضر المباراة السيد فاتي رئيس البلاد . بنفسه وزع الميداليات ، و سهر على اختتام الدورة في أحسن الأحوال ..
.. رئيس مبشور ، محبوب ، متواضع . يفرض عليك محبته بأخلاقه العالية و معاملاته الانسانية الطيبة . و كم لاحظناه يتصور مع اللاعبين و الجمهور دون حاجز أو بروتوكول مكلف ..
.. ببساطة و تواضع و تضحيات و رغم النواقص المادية و المالية ، افلحت بكل صدق الكونغو الديمقراطية في تنظيم الألعاب الفرنكفونية التاسعة .. اقنعت الزوار في التنظيم و الترحاب و الإقامة و في حسن ختام .
شكرا لكم يا السيد رئيس الجمهورية من قلوب مغربية تحبك و تفتخر بك .. شكرا لكم يا كونغوليين ، يا كرام يا ، يا أعزاء .. .. نحن المغاربة مدينين لكم بمحبتكم و معزتكم لنا ، و بما قدمتموه لنا من احترام و تقدير طيلة تواجدنا بأحضانكم .
المصدر : https://akadinews.com/?p=19669