قهوة الصباح / سعيد عقادي.
كثير من جامعاتنا الرياضية تتعثر تعثرات تلو تعثرات ذلك الأعمى الضعيف الهزيل وسط النهار الواضح ، حتى و لو انها بصيرة بالمبهم و الخفي ، و تدقق بجلاء في تلك الذرة التي لا تشاهد إلا بالمجهر الإلكتروني ..
.. اراها تتساقط تلك السقطات و السقطات المبرحة المؤثرة ، و مع ذلك لا تحفل أو تبالي ..
.. لا تهتم بجرحها أو ما تخلفه من استصغار وذل ، و من حقها ذلك ، مادام الوضع هادئا .. ليس فيه من يهتم أو يبالي ..
.. محيط جاف ، شبه خال من متتبع جدي ، و من محاسب مدقق ، يخرج من حين لآخر ليوقف البيضة في الطاس و يعاقب .
.. المهم . و بروح وطنية ، لا اخفيكم اننا بدورنا قد فقدنا ثقتنا في جل الجامعات الرياضية المغربية ، و في الأحزاب السياسية ، و في وزارة الرياضة و اللجنة الوطنية الأولمبية ، و نحن على صواب .. نعلم ان الطامة كبرى ، و سنبقى ننتظر بفارغ من الصبر ذلك اليوم الذي تتغير فيه السياسات و الخطط .. يبعد فيه الرويبضة .. تسند فيه المسؤوليات لأهلها حتى و ان غادرنا هذه الحياة الدنيا لاننا مغاربة احرار ، لسنا ممن ينبطح ، لسنا ممن يبحث عن ملذات الدنيا على حساب معشوقتنا الرياضة و هذا الوطن ..
.. لن احدثكم اليوم عن تلوث مياه السباحة ، و لا عن صدى سيوف و أجهزة المسايفة ، و لا عن اهتراء حلبات فنون الحرب ، و لا عن صحراوية و جفاف محطات التزلج ، و لاعن ذاك أو تلك أو اولائك ، و الأغلبية بالحجة و الدليل في مدرج الهبوط و الانحدار و ما لا يعجب . و هذه هي الخلاصة شئتم ام ابيتم ، لأننا سبقناكم لمختلف هذه الأنواع الرياضية المغربية ..
.. لن أخوض الحديث هنا عن مختلف الرياضات المغربية ، و انما سأقتصر اليوم على الإشارة فقط الى ملخص مشاركة المنتخب المغربي لكرة اليد 2023 المقامة حاليا في بولندا و السويد بمشاركة 32 منتخبا و منهم البحرين و قطر و السعودية و مصر و تونس و الجزائر و المغرب ..
.. حقيقة هزمنا الجزائر في مباراة تاريخية بفارق هدف واحد ، و كان هذا هو الفوز الوحيد لنا في هذه التظاهرة العالمية ، كما كان علينا فعلا أن نهزم الجزائر لان حكامهم يضللون شعبهم الجزائري الشقيق و يوهمونه انهم الأقوى من المغرب في كل المجالات . و هذا بهتان مبين لا نصيب له من الصحة .
على اي ، انتصرنا على الجزائر . و ما كان لنا ان نركب على هذا الفوز الوحيد و نضلل جماهيرنا الرياضية .. نبقى مركزين على هاته المباراة و ننسيهم أننا خسرنا في باقي المباريات جميعها ..
..انهزمنا مع مصر و الولايات المتحدة الأمريكية و كرواتيا و تونس و ماسيدونيا و السعودية لنحتل بذلك المرتبة 30 من 32 . نعم 30 من 32 منتخبا مشاركا ، و لم يبق ورائنا في الترتيب النهائي سوى الجزائر المحتلة 31 و الأوروغواي الأخيرة في الصف 32 .
.. فبالله عليكم ، أليست هاته النتائج كافية لنتسائل أين هي الرياضة المدرسية ؟ .. أين هي الاندية ؟ و أين الجامعة ؟ .. أين هي الوزارة ؟ و أين هي اللجنة الوطنية الاولمبية ؟ .. أين هي المجهودات و الإمكانيات المبذولة من طرف الدولة ؟ ..
..أين التخطيط الرياضي المحكم ، و أين السياسة الرياضية للتوفر على منتخب قادر على ان يشرفنا في المحافل الدولية ، و كل المؤهلات مبذولة و موفرة من طرف الدولة ؟..
.. على سبيل المثال لا الحصر ، بلد الرأس الاخضر التي بلغ عدد سكانه فقط نحو 483,628 (حسب تعداد عام 2021) اي بمثابة حي للا مريم أو سباتة في الدارالبيضاء احتل المرتبة 23 امامنا و عدد سكاننا يفوق 40 مليونا نسمة ، منهم نسبة مهمة من الشباب و الرياضيين و الكفاءات المميزة ، زد على ذلك ثرواتنا و إمكاناتنا و طاقاتنا المتميزة !!! .
.. اقول لكم ، الرياضة المغربية ليست بخير .. ليست في مسار طموحاتنا .. ليست في النهج الذي نرتضيه لها .. نحسبها ضعيفة و في الهاوية مادام مسؤولون ضعفاء يقبضون بالنواجد على دوالبها و محركاتها و لا من ينتصر لها .. فاللهم اشهد أننا قد بلغنا و كم بلغنا و سنبقى ما شاء الله لنا ..
المصدر : https://akadinews.com/?p=16830
