أحمد ماغوسي
إذا كانت السياسة تفسد، والرياضة تصلح ما تفسده السياسة حسب القول المأثور، وأن الرياضة تعتبر حقا من حقوق الإنسان، فيما تعرف السياسة بأنها فن الممكن أو بأنها العمليات التي ينطوي عليها السلوك الإنساني والتي عن طريقها يتم إنهاء حالة الصراع بين الخير العام ومصالح الجماعات، وغالباً ما تستخدم القوة أو السلطة لتحقيق ذلك.
واذا كانت الرياضة توصف بأنها قامت على مبادئ مثالية، فإن السياسة توصف بأنها لا تعتمد غالباً على المشاعر أو الأخلاق العامة بل كثيراً ما تتجاهلهما تطبيقاً لمبدأ “الغاية تبرر الوسيلة”، وهذا ما نستنتجه من خلال الموقف العدائي للسلطات الجزائرية حين رفضت نزول طائرة مغربية على أرضهم عبر رحلة مباشرة من الأراضي المغربية، لنقل المنتخب المغربي لأقل من 23 سنة قصد المشاركة في كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين، في الفترة الممتدة بين 13 يناير الجاري و 4 فبراير المقبل،
و يأتي قرار السلطات الجزائرية، ردا على شرط الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لمشاركة المنتخب المغربي لأقل من 23 سنة بذات البطولة ،السفر عبر رحلة مباشرة من الرباط نحو مدينة قسنطينة بالجزائر التي ستحتضن مباريات المنتخب المغربي.
موقف السلطات الجزائرية هذا يجسد و بجلاء التدخل السافر للسياسة في المجال الرياضي وبالتالي تأثير السياسي على الحركة الرياضية بمنطقة شمال افريقيا من خلال اختلاف التوجهات السياسية بين الجزائر و المغرب و تأثيره على العلاقة العامة بين الوضع العام الدولي والوضع القائم في المنطقة ، ولعل هذا التدخل السياسي لمن شأنه أن يضعف من مستوى الرياضة ويؤثر عليها سلبا بمنطقة شمال افريقيا في حين يعمل المغرب جاهدا بتغيير هذه الصورة عبر ما حققه المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم من انجاز تاريخي بوصوله الى دور نصف نهاية كأس العالم بقطر 2022 كأول منتخب عربي و افريقي يصل إلى المربع الذهبي للمونديال وانتصاره في ملحمة كروية على أقوى المنتخبات بالعالم كإسبانيا و البرتغال و كندا .
أكيد ، وأمام تعنت السلطات الجزائرية و رفض طلب الجامعة بسفر المنتخب الوطني الى مدينة قسنطينة عبر رحلة مباشرة وبواسطة طائرة خاصة للخطوط الملكية المغربية الناقل الرسمي للمنتخبات الوطنية، فقد يقرر المكتب المديري للجامعة عدم المشاركة في هذه البطولة، بدعوى أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم لم يحترم بنود دفتر التحملات لاستضافة البطولات الإفريقية، خاصة فيما يخص تسهيل ظروف المنتخبات المشاركة.
إن ما يجب استعابه من طرف السلطات الجزائرية وهي تجهض مشاركة المنتخب الوطني المغربي بهذه البطولة القارية ( الشان) هو أن الرياضة وجدت أساسا من أجل المحبة، من أجل تضامن الشعوب مع بعضها من أجل إلتقاء الشباب، وتبادل الثقافات ، هذه هي المبادئ التي أنشئت عليها الرياضة إن كانت أولمبية أو عالمية أو عربية أو دولية إلى غير ذلك، لكن هل هذا الأمر يدخل ضمن أهداف السلطات الجزائرية ؟
المصدر : https://akadinews.com/?p=16546