أحمد ماغوسي
إن الانجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم خلال مشاركته بكأس العالم قطر 2022 واحتلاله المركز الرابع عالميا و ولوجه للمربع الذهبي من بابه الواسع ، عبر سلسلة من الانتصارات على اقوى المنتخبات بدءا من دور المجموعات، على بلجيكا المصنف الثاني عالميا و منتخب كندا، ليتصدر أسود الأطلس المجموعة السادسة بعد تعادل مع كرواتيا وصيف مونديال روسيا 2018، ثم يتمكن بعد ذلك من الفوز على إسبانيا بركلات الترجيح، ليتأهل إلى ربع النهائي، ويفوز على البرتغال بهدف نظيف متأهلا بذلك إلى نصف نهائي كأس العالم قطر 2022 .
انجاز يؤكد مدى الرغبة الأكيدة للمغرب في لعب الادوار الطلائعية بأقوى البطولات العالمية لكرة القدم وهو بذلك يرسل اشارات و رسائل للعالم بأن المنتخبات العربية و الإفريقية لن تظل مشاركاتها بكأس العالم تنحصر في التمثيل المشرف ، بل طموحاتها اصبحت كبيرة وبلا سقف محدد ، ويكفي ذكر ما حققته المنتخبات العربية من نتائج لم يكن أحد يتوقعها، فالمنتخب المغربي لعب 7 مباريات في نسخة المونديال قطر 2022 وتعد هي الأولى في تاريخ المشاركات العربية، و منتخب السعودية حقق فوزاً تاريخياً على الأرجنتين، التي توجت بطلة للعالم بذات النسخة ، كما فازت تونس أيضاً على المنتخب الفرنسي الذي كان الطرف الآخر في مباراة النهائي المونديالي .
فرغم خسارة المنتخب المغربي في مباراة نصف النهائي أمام منتخب فرنسا، ثم خسارته في مباراة المركز الثالث أمام كرواتيا، يكون المغرب اول منتخب يكسر مصطلح ” المشاركة من أجل المشاركة ” مبرزا طموحات لاعبيه و جماهيره العريضة المغربية بصفة خاصة و العربية بصفة عامة بأن الطموح اصبح بلا سقف في مشاركة المنتخبات العربية في كأس العالم وان زمن حلولهم ضيوفا خفيفي الظل قد ولى بلا رجعة ، وهي الصفة التي لازمت مشاركة المنتخبات العربية في كأس العالم منذ نسخته الثانية سنة 1934 في إيطاليا، عندما شارك منتخب مصر، ورغم أن وجود العرب في المونديال أصبح ثابتاً منذ نسخة 1978، فإن المشاركات العربية لم تتخطَّ دور الـ16 قبل مونديال قطر.
و جدير بالتذكير ،أن المنتخبات العربية حققت 17 فوزاً في جميع نهائيات كأس العالم منذ 1930 حتى 2022، منها 6 انتصارات خلال مونديال قطر 2022، أي أن مونديال قطر في نسخته 22 ، شهد تحقيق أكثر قليلاً من ثلث الانتصارات العربية في النسخ الـ21 السابقة بروسيا سنة 2018 .
أكيد أن ما حققه المغرب من انجاز كروي تاريخي تفاعلت معه جماهير غفيرة من جميع بقاع العالم العربي و الافريقي و باقي العالم بالتشجيع وهو يخوض مبارياته بكل شجاعة و قوة العزيمة مٱزرا بتشجيعات الجمهور المغربي الذي حضر جميع مبارياته وبدعم و مساندة من عاهل البلاد الرياضي الأول جلالة الملك محمد السادس نصره الله و الذي خص كتيبة المدرب الوطني وليد الركراكي بعد نهاية المونديال، باستقبال سامي و رفيع المستوى و وشح صدورهم بأوسمة ملكية شريفة بعدما تم استقبالهم من طرف الشعب المغربي الذي ملأ جنبات الشوارع على طول المسار الرابط بين مطار الرباط سلا الدولي و القصر الملكي العامر في موكب مهيب .
انجاز سيفتح لا محالة الباب على مصراعيه أمام منتخبات عربية أخرى، لإعادة انجاز المنتخب المغربي بمونديال قطر والسير على نفس الدرب ، فمنتخبات الجزائر وتونس ومصر والسعودية وغيرها من المنتخبات العربية لها من الامكانيات البشرية والمادية ما يجعلها الاقرب الى تحقيق إنجازات مونديالية تسعد جماهيرها العاشقة و المتيمة بالساحرة المستديرة.
المصدر : https://akadinews.com/?p=16333