بقلم رشيد ختار:
في ضيافة “كارلو”
شاء القدر أن حللت ضيفا على صديقي ،
،كان يمتهن التدريس في مادة اللغة
الإسبانية بمسقط رأسي :الدارالبيضاء.
ويوما فاجأني باستضافتي إلى منزله في
الشمال الإسباني خلال العطلة الصيفية .
“كارلو “هو الإبن الوحيد لعائلة إسبانية تتكون
من ثلاث أفراد :أمه “ماروخا”والده”ماريو” ” والجدة “دونيا ماريا “واحتراما لكبر سنها،كنت
أناديها “أبويلا ” . (abuela)
كانت الجدة تقول ل “ماروخا “:
-“أعلم أن” كارلو”يعتبره أخا له ،يحبه محبة
الرب لكن يجب عليك أن تعتني به فأمه بعيدة
عنه”.
فرغم طيبوبتها وروحها المرحة ،كانت
“ماروخا” تنتابها موجات من الغضب ،تزعزع
أركان البيت الهادئة.
ذات مرة،صحوت على صراخها في المطبخ
وهي تحذر زوجها “ماريو” من غفلته عندما
يسوق سيارته بعد تناوله الكحول ،وعند
عودتي مساء صحبة “كارلو” ،بادرتني قاءلة؛
-” أتعلم يا بني منذ وفاة حماتي والدة “ماريو” ،بدأ المسكين يتعاطى شرب النبيذ و كان كل مرة يعدني بالتوقف عنه لكنه
فاجأني هذه المرة بل تراه ينكث عهده.
لقد تعمد السياقة وهو ثمل. ” كانت “ماروخا ”
تجلس بعد الغذاء تقرأ الجريدة
مقالا مقالا حتى تنهيها دون كلل .فكانت
تنسج خيوط الزمن الذي يمر بتثاقل وهي
في غرفة الاستقبال .وفي إحدى أيام الآحاد،
تظل لحظات تحكي لي في غياب إبنها ،قصة
حياتها منذ ولادتها إلى علاقة صداقة مع ماريو
وزواجها منه الذي تم في الكنيسة حيث لم
يكن كبنات اليوم المستهترات.
.
(من ذكريات الأسفار إلىالشمال ..رشيد ختار )
المصدر : https://akadinews.com/?p=15900
