بقلم رشيد ختار:
حوت أسود
أنضممت إلى الأطفال لألعب الكرة على
الشاطىء كعادتي و انا لم أبلغ بعد التسع سنوات . والعطلة الدراسية الصيفية التي كنا ننتظرها بشغف، قد دخلت أسبوعها الأول .
كانت السفن تتراءى لنا في الأفق البعيد تنتظر كل واحدة دورها لولوج الميناء . توقفنا عن لعبة كرة القدم عندما أشار إلينا أحد الأصدقاء بأن جسما غريبا يطفو على الماء قرابة السفن . وكنا نسمي تلك المنطقة البعيدة ب ؛”الماء الأزرق” وظننا بأن سفينة ما ، قد قذفته نحو المحيط.
كان الجسم الغريب يظهر لنا لحظة ثم يختفي بفعل قوة الموج. في تلك اللحظة ، تجمهر الناس وهم يحدقون من بعيد إلى ذلك الشيء الغريب. يتساءلون . هناك من يقول بأنه صندوق أسود وهناك من يقول بأنه حوت كبير وآخرون يعتقدون بأنه كاءن بشري في زمن لم نكن نتوفر فيه على منظار مرءي .
كان محمد أخي الأكبر ومع بعض من أصدقاءه قد شاهدوا ذلك الجسم الغريب فاتفقوا على أن يركبوا البحر سباحة للتعرف عليه و ليجلبوه إلى اليابسة. وصلت المجموعة سباحة نصف المسافة المتبقية لكن تراجع بعضهم بسبب العياء وبقي واحد منهم هو أخي الأكبر يستمر في مقاومة
الأمواج إلى أن وصل إلى الشيء الغريب وكان يدفعه إلى الأمام شيئا فشيئا . مرت لحظات، وبعد جهد جهيد أوصله إلى الشاطىء، في حين ، كان الناس ينتظرون وصول محمد ومن معه ليتأكد لهم في الأخير بأنه حوت أسود ميت .
(من الماضي…حوت أسود ميت . )
المصدر : https://akadinews.com/?p=15312
