بقلم: نورالدين رزاق
بجريدة عقادي نيوز
فضلت عدم التفاعل مع مستجدات الاستعداد للقمة العربية المقبلة، إلى حين اكتمال الصورة و معرفة من سيحضر و من سيغيب من الملوك و الأمراء و الرؤساء العرب. لكنني، صادفت هذه التدوينة التي نشرها المعلق الرديء بما فيها من هرطقة، لا بد من التفاعل معها لتوضيح بعض الأمور بخصوص نقطتين هامتين :
-أولا، يعتقد صاحبنا أن “القمة العربية المقبلة تستمد قيمتها من انعقادها في الجزائر أولاً” …
و السؤال، هنا، هو: هل يعني ذلك، أن القمم العربية حين تنعقد في عواصم عربية أخرى، تكون لها قيمة مختلفة؟
طيب، هل تكون قيمة أكبر أم أقل ؟
إذا كان المقصود أن القمم العربية، خاصة تلك التي انعقدت سابقا، كانت لها قيمة أكبر، في أزمنة سابقة و مواقع أخرى … سأعتبر القضية منتهية و لا حاجة للتصحيح …
أما إذا كان صاحبنا يظن، و غالب ظنه إثم كبير، بأن القمة المقبلة لها قيمة أكبر، فعليه أن يخبرنا كيف يمكن ذلك ؟ و على أي أساس تاريخي و حضاري يجوز اعتبار أن مكان انعقاد القمة العربية المقبلة، له قيمة أكبر و أرقى من القاهرة، و بغداد، و الرياض، و فاس و الرباط، و غيرها ؟؟
يعني بالدارجة … باش زعما “مكان انعقادها”، هذه المرة، أفضل أو أهم ؟ … اشرح لنا …؟؟
– ثانيا، بخصوص القول “أما حضور أو غياب بعض القادة العرب، فلم يكن أبدا مؤشرا لنجاح أو فشل القمم العربية على مر للتاريخ” … فهو قول مجانب للصواب بشكل كلي :
– من جهة، لأن فيه “قلة الحياء و الأدب” في حق من يحيل عليهم ذلك الكلام …
– و من جهة أخرى، لأن قمة يحضرها الملوك و الأمراء و الرؤساء تكون، من الناحية البروتوكولية و الديبلوماسية أكثر وزنا و قدرا… و يكون اتخاذ قرارات هامة و الحسم في قضايا جوهرية، ممكنا على عكس غياب الزعماء …
بالإضافة إلى ذلك، الحضور الوازن و العالي المستوى له دلالات كبرى حول قيمة البلد المستضيف للقمة و حول قدره، و قدر قيادته و شعبه، عند الزعماء العرب …
الخلاصة:
تدوينة المعلق الرياضي المنشغل بكتابة المقالات عن مونديال قطر2022 ، تظهر بجلاء حجم المرارة و الخيبة، و الشعور بالانتكاسة الذي يخيم على من أرادوا تنظيم القمة العربية لتحقيق أهداف و أجندة غير معلنة، تتعارض مع ترويج خطاب “توحيد الصف العربي” و “دعم القضية الفلسطينية”.
الآن، ظهر الفشل في خداع الرأي العام العربي، و تبين أن ديبلوماسية الجزائر هي المسؤولة عن إفشال حظوظ تنظيم القمة العربية في ظروف جيدة، بسبب تشبثها بزرع التوجس حيثما مر الوزير لعمامرة، و سعيه المستمر لبناء محاور معادية للمصالح العربية بشكل صريح :
* محور الجزائر إيران ضد دول الخليج العربي ؛
* محور الجزائر إثيوبيا ضد جمهورية مصر العربية ؛
* محور الجزائر جنوب إفريقيا لدعم الكيان الوهمي الانفصالي الإرهابي ضد المملكة المغربية.
في مقالات سابقة، نبهت إلى ضرورة أن تتجنب الدولة الجزائرية ازدواجية المواقف السياسية، و أن توقف التحريض الإعلامي و العداء الديبلوماسي ضد المغرب، و أن تلتزم بصف الدفاع عن مصالح الدول العربية ضد جهود الاختراق الشيعي الفارسي، و أن لا تنجر إلى جانب من يهددون الأمن القومي المصري عبر بوابة مياه النيل. و اعتبرت أن تلك شروط أساسية لعقد القمة بحضور وازن، و النجاح في تحقيق إضافة ملموسة يسجلها التاريخ العربي.
لكن، العبث الديبلوماسي استمر في مغالاته، و ظل العقل السياسي العسكري الجزائري يرفض التصحيح و يمنع الانطلاق نحو المستقبل على أسس جديدة تحترم مصالح جميع الدول العربية، و خاصة دول الجوار. و بالتالي، ها نحن نتجه إلى قمة عربية قد يحكم عليها بالفشل حتى قبل أن تنطلق. و تلك حقيقية لن تقدم تدوينات المعلق الرياضي فيها شيئا و لن تؤخر. كما لن يتغير الواقع، مهما حاول صاحبنا تزيينه بعد تعدد الاتصالات الهاتفية الغاضبة التي تلقاها من مشغليه الذين عاتبوا عليه غرقه في كتابة مقالات حول كأس العالم، أنسته مهمته الأولى كطبال محترف لا يستطيع الهروب من قدر اختاره لنفسه بأطماع نفسه. و… سالات الهضرة
المصدر : https://akadinews.com/?p=14751