بقلم :سعيد عقادي
بعدما وضع شريط فيديو يوثّق لوجود والدة ولي العهد الأميرة للاّ سلمى، قبل أسبوع، في مدينة أصيلة، وهي في زيارة خاصة للموقع السياحي المعروف، برج قريقية، نهاية للشائعات حول “اختفائها المزعوم”، الظاهر أن إشاعات أكثر حدة أصبحت تلاحق الملك محمد السادس، بشكل مثير، في الفترة الأخيرة، من شأنها أن تدفع الجالس على العرش، الذي حرص على أن تتم كل الأنشطة الملكية في إطار خاص، وبحضور جد محدود، اعتبارا لاستمرار العمل بالتدابير الوقائية المعتمدة، إلى إخراج الاحتفال بليلة المولد النبوي الشريف من داخل القصر الملكي بتطوان إلى الفضاء الرحب لمسجد حسان بالعاصمة الرباط…
الحد من الشائعات المتناسلة سيضفي على إحياء ليلة المولد النبوي الشريف، حسب ما تسرب من معلومات، طابعا استثنائيا، من خلال تنظيم حفل ديني كبير، سيترأسه الملك محمد السادس بصفته أمير المؤمنين، مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأمير مولاي رشيد، والأمير مولاي إسماعيل…
ورغم إعلان الحكومة عن تمديد حالة الطوارئ لشهر آخر، في إطار عمليات الحد من انتشار وباء كوفيد-19، سيأتي هذا الحفل الديني عنوانا على تمكّن المغرب من التحكّم في تداعيات ومخاطر الجائحة، وعلى الاستعداد للإعلان، بعد هذا التمديد، عن انتهاء العمل بقانون الطوارئ.
المعطيات المتوفرة تفيد أن الحفل الديني المرتقب سيكون كبيرا بالفعل، فإضافة إلى الإنشاد والأمداح النبوية المعتادة، سيتم تقديم عرض أمام الملك حول حصيلة أنشطة المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية، وحول مختلف المبادرات، التي قامت بها هذه المجالس للنهوض بالشأن الديني، فضلا عن تقديم التقرير السنوي للمجلس، الذي سيفصّل في هذه المبادرات، وفي التدابير الملكية لفائدة القيّمين الدينيين والمساجد والتعليم العتيق…
كما سيتميز هذا الحفل الديني بحضور كبير للعلماء والباحثين والخطباء والأئمة والمنشدين، إضافة إلى حضورٍ رسمي واسع، من رئيس الحكومة ورئيسي غرفتي البرلمان ومستشاري الملك وأعضاء الحكومة ورؤساء الهيئات الدستورية وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، إلى أعضاء السلك الدبلوماسي الإسلامي المعتمد بالرباط، وشخصيات أخرى مدنية وعسكرية، والعديد من العلماء، وضمنهم، على الخصوص، العلماء الأفارقة…
وبين يوم الأحد 9 أكتوبر موعد ترؤس الملك لإحياء ليلة المولد النبوي الشريف، ويوم الجمعة 14 أكتوبر موعد ترؤس افتتاح البرلمان، سيكون المغاربة أمام ستة أيام استثنائية، سيتحسّس فيها عدد من المسؤولين رؤوسهم، خصوصا أن البلاد تعيش في ظروف بالغة الدقة، موسومة، خارجيا، بتصاعد الحملات ضد مؤسسات الدولة، وداخليا، بتعدّد الرهانات والتحديات، المتعلّقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، عبر تأمين شروط إقلاع الاستثمارات في شتى المجالات، وتحفيز النهوض بمعيشة الأسر، التي تضرّرت…
المصدر : https://akadinews.com/?p=13928