سعيد عقادي.
الدورة 19 من العاب البحر الأبيض المتوسط المقامة حاليا بوهران الجزائرية ليست الا دليلا آخر في رأيي عن فقدان الرياضة لهيبتها و لأهدافها و اسسها النبيلة بعد ان اكتسحها عالم التبزنيس و المال و السياسة و سيطرت عليها الرذيلة من كل جانب.
.. شح في معرفة حقيقة النتائج .. تضليل في التغطيات الصحافية .. تغيير للحقائق .. ضعف واضح لمجموعة من الإعلاميين المعتمدين ، و لا مبالغة ان قلت انهم افقدونا عشق هذه الألعاب المتوسطية و تتبع منافساتها .. و عسروا علينا الوصول إلى المعلومة ، حتى أصبح المواطن العادي لا يقف على ضعف و هوان الأنواع الرياضية لدينا …
المهم ، اختلطت الوقائع .. تعكرت الأجواء .. لم تعد تعرف الصالح من الطالح و لا تفرق بين القوي و الهزيل … و حتى لا اطيل اركز على ما يهمني في هذه الألعاب المتواضعة . اركز عن المشاركة المغربية، همي الوحيد ، لأضعها في إطارها الصحيح .. في قالبها غير المغشوش .
.. يقال اننا شاركنا ب 130 رياضيا في هذه الدورة 19، ب 86 رياضيا من الذكور و 44 رياضية و 48 مؤطرا ، و في 15 نوعا رياضيا .
.. و كقراءة أولية لي لهذه الألعاب في انتظار معرفة النتائج كاملة حتى و ان كنت متشائما اكثر من اللازم ، لن اتوجه لا إلى رؤساء الجامعات و لا إلى سي العرايشي ولجنته الوطنية الأولمبية المغربية لأنني أدرك ان الاغلبية الساحقة خارج التغطية و عدد من مسؤولينا عن رياضاتنا المغربية لا يسعون الا الى المصالح و التشبت بالكراسي إلى درجة ان طموحاتهم في المصالح اكتسحت الاتحادات الدولية..العربية ، الإفريقية و العالمية و هم يفتخرون …. و ان سألت بعضهم عن رياضاتهم و تموقعها دوليا ، فمنهم من لا يعرف حتى الدوليين الممارسين لرياضته .
.. لن اتوجه لهؤلاء ، وانا اعرف انهم سبب من الأسباب الأولية في تدهور الرياضة المغربية ، و إنما ساتوجه مباشرة إلى السيد شكيب بن موسى وزير الرياضة المسؤول الأول عن قطاع الرياضة بالبلاد الذي كنا نعقد عليه كل الآمال في تصحيح المهزلة ، لكنه لم يبن لحد الساعة عن اي شئ يفرحنا ، لاطلعه عن إعاقة الرياضة المغربية و تسيب شؤونها و تدبيرها في أجواء غابت عنها المحاسبة الحقيقية و غيب عنها تطهير الجامعات من التهافت نحو المصالح على حساب هذه الرياضات الحزينة .
.. نشارك في 15 نوعا رياضيا ، و باي مشاركيين و باية حظوظ لصعود البوديوم ؟.
لماذا غابت كرة الماء و الريشة و الطائرة و اليد و السلة و الغولف و الطاولة و الطائرة الشاطئية وسير وسير …. و كل هذا على مستوى الذكور و الاناث؟.
الا يستفيد كل هؤلاء من منح الوزارة و اللجنة الاولمبية ، و يستغلون تجهيزات الدولة ، و يعيشون و يتمرغون في نعم لا يعلمها إلا الله؟ .. ما دورهم؟. و ماذا حققوا مقابل ما يستفيدونه؟.
.. تغيبوا بالاولمبياد الأخيرة بطوكيو و منهم من شوه المغرب هناك ، فقلنا لا بأس هذه العاب من حجم دولي ثقيل. لكن ان يتغيبوا حتى عن المشاركة في العاب البحر الأبيض المتوسط ذات المستوى المحدود فهذا مالا نقبله لا شكلا و لا مضمونا معالي الوزير؟ .
ساقف عن هذه التساؤلات الأولية، و بعد النتائج ان شاء الله سيتضح لنا اننا في الهاوية .. اننا في اتجاه كم نادينا انه غير سليم .. اتجاه غير مشرف . في انتظار من سيتفيق و يقوم كل هذا الاعوجاج؟.
المصدر : https://akadinews.com/?p=7909