في زمن التفاهـة… الرياضة تحولت للعبة بلا معنـى!

admin
رياضة
admin1 مايو 2025
في زمن التفاهـة… الرياضة تحولت للعبة بلا معنـى!

عقادي نيــوز ـ سعيد أدرغال

من العجب العجاب ، في زمن الرداءة والتفاهة ، ما نراه ونسمعه عن شكل منحرف في متابعة كرة القدم.

في سن 13 اشتريت جريدة ” المنتخب” ، بسعر 2دراهم . كان ذلك في سنة 1988.
أتذكر حينها أنني أرسلت ورقة عليها إسم الجريدة مكتوب بقلم اخضر ، مع جدتي رحمها الله . وقد اشترتها لي من الناظور. وقبل هذه العلاقة الرسمية مع الجريدة ،كنت ألتهم أوراق ” العطرية” التي كانت من الجرائد . وكم كانت الفرحة تغمرني عندما تكون هذه الأوراق للصفحات الرياضية .
قبل الجريدة ،كانت لي علاقة وطيدة بالراديو ، وكانت البرامج الرياضية ، محطات اتوقف عندها ولا أغادرها إلا لسبب قاهر او عند انتهاء نقل حي للمباريات او قول مذيع الفقرة/البرنامج : إلى اللقاء!
ما زلت اتذكر صوت المرحوم نورالدين أكديرة وهو يصف مباراة المغرب ضد تركيا برسم نهائي ألعاب البحر الأبيض المتوسط ،من مركب محمد الخامس بالدار البيضاء ،3مقابل صفر ،سجل الأهدف : الحداوي ،السوادي،خالد الأبيض.كان ذلك سنة 1983،حينها كان عمري ثماني سنوات.وقد كان الوصف وصفا ليس فيه صواريخ ولا بابابابابابا ولا لالالالالالالا،ولا اوهووووووووووو….كان الوصف كما قال بشار إبن برد : إن الأذن تعشق قبل العين أحيانا.
رحم الله السي نورالدين أكديرة ،الواصف والمعلق العملاق.
في زمننا اليوم ،حيث ” الكرة” على مدار الساعة ،نعيش تطرفا رياضيا إن جاز التعبير ،من خلال ما نراه من سلوكيات وصور، وما نسمعه من كلام غير رياضي ،وتنابز ونرفزة ومشاحنات…وكل هذا وغيره لا علاقة له بالرياضة ،بدليل أن نسبة كبيرة ممن يـ” يصدعون ” رؤوسنا بـ البارصا والريال مثلا،فقط “غاديين” مع الموجة!
تجده ينام على الكرة ويستيقظ عليها،يجعلها على رأس اهتماماته ،وهي عنده فوق كل شيء،ويفضلها على القيام بواجباته وقضاء أغراض عائلته..ولست هنا أتكلم عن شاب مراهق “دازت عندو لفهامة دلكرة”،وانما أعني من هم في سن كبيرة.
وليت هؤلاء يشجعون ويتابعون باحترام ،مثل جمهور الستينات و السبعينات…الذي كان يدخل الملعب مرتديا ” كوستيم” ،ويفضل الهدوء على الصخب حتى يستغل المباراة ويستمتع بالمحتوى رغم غياب الشروط المطلوبة لتقديم عروض كروية جميلة من طرف الفرق المتبارية.
جمهور اليوم ،جله طبعا ، لا يكتفي باالغلو في التشجيع،فهو يناقش الحكم ويتدخل في شؤون المدرب،ويحكم على لاعب بالاعتزال ،ويهاجم لاعبا آخر لإضاعة ركلة جزاء ،ويتهم” الفار” بالتحيز…بمعنى ” كيفهم فكل شي”،لكنه لا يدري أنه بهذا قد أصبح بدوره مجرد لعبة يتم مداعبتها عن بعد!
هذا الوضع، الذي بات عليه كثيرون من المشجعين ،يعود للفضائيات التي تصف نفسها بـ “الرياضية” ،وذلك من خلال برامجها وفقراتها واخبارها…التي تركز فيها على أشياء تحوّل فيها المشاهد إلى رهينة تتحكم فيه،فيتأثر بمعلقيها ومحلليها..
لقد عشقنا الرياضة،وما زلنا إلى اليوم نتابعها ،رغم الذي أصابها،جمعنا صور اللاعبين واعجبنا بعدد منهم وقلدناهم في طريقة لعبهم..لكن لم نكن من المتطرفين سواء سابقا أو حاليا.
نتابع كرة القدم وألعاب القوى وكرة المضرب.. ونحاول اكتشاف ألعاب رياضية جديدة.. الرياضة ممارسة،أخلاق،ترفيه،متعة… ولم تكن أبدا لعبة بلا معنى!

رابط مختصر