عبدالرحيم محراش
على بعد ساعات قليلة نودع عاما كان مليئا بالأحداث الرياضية عرفت خلاله الرياضة الوطنية العديد من الإخفاقات والنكسات بأغلب الأنواع الرياضية، خصوصا خلال دورة العاب باريس الاولمبية اكبر محفل كوني التي تبقى المشاركة فيها المقياس الأنسب في تقييم الحصيلة الوطنية والتي كانت كارثية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، رغم ذهبية سفيان البقالي وبرونزية المنتخب الوطني الأولمبي أقل من 23 عاما
ظلت ألعاب القوى منذ سنوات عديدة هي الرياضة التي نعلق عليها الآمال في كل مناسبة عالمية للصعود الى منصة التتويج. وقد كان الرهان في دورة باريس كما في السنوات الثماني الأخيرة على سفيان البقالي لإنقاذ ماء الوجه وكان في الموعد ولم يخيب الآمال ونجح في اعتلاء أعلى درج على منصة التتويج وتدوين اسم المغرب في سبورة الميداليات بعد أن دافع بنجاح على لقبه الأولمبي في سباق 3000 متر موانع الذي أحرزه قبل ثلاث سنوات في طوكيو. وفي المقابل كان الاخفاق هو العنوان الابرز لباقي العدائين الذين مثلوا الرياضة المغربية بإستثناء محمد تيندوفت الذي نجح في الوصول إلى السباق النهائي وساهم بدور فعال في مساعدة سفيان البقالي في التتويج باللقب، وفاطمة الزهراء الكردادي التي احتلت المركز الحادي عشر في الماراثون الأولمبي الذي عرف مشاركة أسرع العداءات على الإطلاق ونتيجتها في حد ذاتها مشرفة قياسا بأرقام منافساتها في حين خرج العداؤون الآخرون من الأدوار الإقصائية الأولية بعد أن احتلوا مراتب متأخرة والبعض منهم فضل عدم اكمال المنافسة بحجة الاصابة.
وكتب المنتخب المغربي الأولمبي التاريخ بمداد من ذهب بفوزه بميدالية برونزية غير مسبوقة تقاس بالمعدن النفيس وبعروض رائعة في كل المباريات صفق لها الجميع عوضت شيئا من الاخفاقات لباقي الرياضيين خصوصا الملاكمة التي كنا نوهم أنفسنا بميدالية مضمونة بواسطة خديجة المرضي وهي التي جاءت إلى الأولمبياد متوجة بالذهب العالمي الا أن حلبة الصراع كشفت لنا الفوارق في المستوى التقني مقارنة مع المشاركين من باقي البلدان .
أما في باقي الرياضات الأخرى التي مثلت المغرب في الأولمبياد فقد أصبح تحقيق التأهل الى الاولمبياد بالنسبة لها يعد انجازا خارقا. وكما كان منتظرا كان الخروج المبكر وبالجملة من الأدوار الأولى والتمهيدية لأغلب الرياضيين هو القاسم المشترك بينهم كشف الفوارق الساسعة في المستوى التقني وبعدنا عن المستوى العالمي وأننا لا نملك استراتيجية لتأهيل رياضيي المستوى العالي لمثل هذه المناسبات الكبرى الألعاب الاولمبية .
وخارج عن دورة العاب باريس الاولمبية، واصلت العاب القوى المغربية تراجعها، وفشلت للمرة الثانية على التوالي في بطولة العالم لاختراق الضاحية التي جرت في بلغراد شهر مارس الماضي، بعدما عجز كل العدائين المغاربة عن بلوغ منصة التتويج، حيث احتل أغلبهم مراكز متأخرة خلف متسابقين من دول لا تتوفر على أي رصيد أو تاريخ في هذه الرياضة.
وفي الفئات السنية أقل من 20 عاما، كان الإخفاق ايضا للمشاركة المغربية في بطولة العالم لالعاب القوى بالعاصمة البيروفية ليما بعدما خرجت خاوية الوفاء للمرة الرابعة في الدورات الستة الاخيرة في تاريخ البطولة واتضح أن لا وجود للخلف في هذه الرياضة الجميلة، وأن القادم سيكون اسوء بكثير جدا،
[ ] وقد كانت نتائج المتسابقين المغاربة في هذه البطولة ضعيفة ومنذرة بالخطر تماما مثل الاجوال الممطرة، حيث حقق اغلبهم مراكز متأخرة في السباقات النهائية و حثى في التصفيات الاقصائية خلف متسابقين من بلدان مغمورة في هذه الرياضة، و اتضح بالواضح الفارق الكبير والساسع في الأداء والمستوى، لكن في نفس الوقت كانت هذه النتائج منتظرة و لم تفاجئ المتباعين، ما دامت هذه الرياضة في بلادنا تسير بطرق ارتجالية و عشوائية بدون رؤية واضحة مع استمرار نفس الأشخاص على رأس الإدارة التقنية رغم فشلهم المتكرر. ومحاربة اصحاب الاختصاص للأخذ بزمام الامور والعارفين باسرار ام الالعاب لأسباب غير معروفة
المصدر : https://akadinews.com/?p=29143