أحمد ماغوسي
أطل علينا السيد مدير الإدارة التقنية في اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية وهو إطار مغمور لا يعرفه أحد، وربما لا يعرف التاريخ الرياضي المغربي جيدا ولم يتدرج في دواليب المسؤولية حتى ينال هدا المنصب الحساس و المهم براتب شهري باهض أسال لعابه الى درجة ان اصبح ممن يطبلون ويغردون خارج السرب و حال لسانه يقول ” العام زين” أمام اخفاق و فشل البعثة الرياضية المشاركة بدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 ، فتصريحاته المستفزة في كون ان نسخة باريس كانت أفضل من الدورات الثلاث الماضية بكل من طوكيو ولندن وريو دي جانيرو معتبرا بأن هناك تحسن للمغرب وللرياضة المغربية، عبر تأهل 19 رياضة مغربية.
ففي الوقت الذي كنا ننتظر منه كممثل عن الإدارة التقنية باللجنة الوطنية الأولمبية المغربية ان يصرح لنا عبر مختلف المنابر الصحفية و الإعلامية بتقرير شامل عن مكامن الخلل ،و الأسباب الحقيقية التي كانت وراء فشل أبطال كل رياضة على حدة،بدل الاكتفاء بتصريحات مملة تنم عن جهله لكيفية صياغة تقييم تقني محض يرصد من خلاله الجوانب السلبية كما الإيجابية من المشاركة المغربية بنسخة باريس 2024 للألعاب الأولمبية، والتي توجت بميداليتين يتيمتين، ذهبية سفيان البقالي في مسافة 3000 متر موانع و برونزية المنتخب المغربي في كرة القدم ، متناسيا او بالأصح جاهلا لحصيلة نسخة سيدني الأسترالية سنة 2000 حيت فاز المغرب بخمس ميداليات على اعتبارها أحسن انجاز تاريخي للأبطال المغاربة.
فإذا كنا اليوم كمغاربة غيورين على هذا البلد ونريده متقدما و متفوقا في جميع الرياضات أسوة بتحقيق نفس انجازات كرة القدم التي بلغت العالمية بفعل حنكة و حكامة رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، فإننا سنكون من أشد المطالبين باستقالة رؤساء جامعات رياضية فشلوا في تحقيق اي نتيجة تذكر ، و كذلك استقالة المدير التقني للجنة الوطنية الأولمبية المغربية على اعتباره المشرف و المنسق العام على الاستعدادات التقنية للأبطال المغاربة و هو الذي كان دائم التواصل معهم ،اكثر من المدراء التقنيين الوطنيين لجامعاتهم مما ربما اربك طريقة اشتغال بعضهم مع الأبطال المؤهلين عبر التدخل في مهامهم و أهداف معسكراتهم التدريبية ، و هو الأمر الذي يبين بجلاء محاولة هذا المدير كسب ثقة الرياضيين ومحاولة الحفاظ على منصبه الذي يدر عليه راتبا شهريا مبالغا فيه، مع العلم أن هذا المنصب لم يعطي أي قيمة مضافة لعمل اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية.
وهنا نتساءل ، ألم يكن حريا على اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية في شخص رئيسها السيد فيصل العرايشي الاستفادة من الخبرة الأكاديمية عالية المستوى والتجربة الميدانية المتميزة للدكتور عزيز داودة وتنصيبه مديرا تقنيا باللجنة ذاتها وهو العارف بخبايا و دواليب الرياضة المغربية و الدولية و خاصة في الألعاب القوى على اعتباره خبيرا دوليا في تكوين وإعداد أبطال عالميين و أولمبيين و لنا في التاريخ خير شاهد .
فعزيز داودة تتلمذ على يده كأستاذ بالمعهد الملكي لتكوين الأطر مولاي رشيد للرياضات، العديد من الأطر التقنية التي صنعت ابطالا في مختلف الرياضات ككريم التلمساني مدرب البطل الاولمبي سفيان البقالي، و الحسين عموتة ، سعيد شيبا واللائحة طويلة ، كما عرفت ألعاب القوى طفرة نوعية في عهده وبزغ نجم العديد من الأبطال بفضل التسيير والتدبير والحكامة الجيدة التي كان ينهجها السيد عزيز داودة بمعية أطقم إدارية تميزت بالخبرة الميدانية في ألعاب القوى، نتمنى صادقين أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب بدل الاعتماد على أناس لا علاقة لهم بالرياضة المعاصرة التي تتطلب الكفاءة الاكاديمية عالية المستوى و التجربة الميدانية في صناعة الأبطال والمغرب يزخر وباعتراف افريقي و دولي بالكفاءة المغربية و الأستاذ عزيز داودة كنموذج.
المصدر : https://akadinews.com/?p=26912