هافيلانج الذي وقف حجر عثرة أمام كرة الصالات بقلم/ محمد الجامعي

admin
رياضة
admin6 أغسطس 2024
هافيلانج الذي وقف حجر عثرة أمام كرة الصالات بقلم/ محمد الجامعي

محمد الجامعي .

ولد جان ماري (جواو) فاوستين جودفرويد هافيلانج في 8 مايو 1916 في بيئة ثرية من أبوين بلجيكيين هربا من أهوال الحرب العالمية الأولى، وأصبح في عام 1974 أول عضو غير أوروبي يتم انتخابه لعضوية رئاسة الفيفا.

ارتدى هذا الرياضي، وهو خريج الحقوق، ألوان البرازيل في دورة الألعاب الأولمبية لعام 1936 ببرلين بتُبّان السباحة، ثم في عام 1952 بهلسنكي حيث شارك في كرة الماء. وظهرت مهنته الحقيقية في الإدارة الرياضية، حيث ترقى في سُلّم المناصب، ليصبح في عام 1958 رئيسًا للاتحاد البرازيلي لكرة القدم، ثم عضوًا في اللجنة الأولمبية البرازيلية، وأخيراً عضوًا في اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) حيث عمل إلى غاية عام 2011

وخلال 24 عاماً على رأس الفيفا، نقل كرة القدم ومنافساتها الرئيسية، كأس العالم، إلى بُعد جديد. إذ أصبحت إدارة كرة القدم العالمية عبارة عن ماكينة صرف آلي. وزاد عدد فرق كأس العالم من 16 إلى 32 فريقًا، من بينهم 12 من آسيا وإفريقيا وأمريكا الشمالية والوسطى. كما أحدث كأس العالم تحت 17 عامًا. وكان هافيلانج، الذي تولى رئاسة الفيفا من عام 1974 إلى عام 1998، قد حول كرة القدم إلى صناعة عالمية. وقال عنه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر: ” إنه يرى العالم من خلال التلسكوب وليس المجهر”.

واتهم جواو هافيلانج بالمحسوبية والتورط في الأعمال التجارية، الشيء الذي جعله يتخلى عن مقعده في اللجنة الأولمبية الدولية في عام 2011، قبل أن يستقيل من منصبه كرئيس فخري للفيفا في عام 2013، وسط فضائح الفساد المدوية، إذ في يوليو 2012، كشف تقرير للمدعي العام السويسري أنه خلال فترة عمله في اللجنة التنفيذية للفيفا، حصل هو وصهره ريكاردو تيكسيرا على أكثر من 41 مليون فرنك سويسري (21 مليون جنيه إسترليني) على شكل قصاصات ( أقساط) متتعلقة بمنح كأس العالم. “حقوق التسويق”.

وكان البرازيلي مرشداً لسيب بلاتر، اليد اليمنى التي خلفته في عام 1998، قبل أن يتم دفع هذا الأخير بدوره نحو الخروج بسبب اتهامات بالفساد في عام 2015 ويتجرع من نفس الكأس التي شرب منها سابقه.
وقد لفظ هافيلونج أنفاسه الأخيرة بمستشفى ساماريتانو في بوتافوغو جنوبي ريو في يوليو بسبب التهاب رئوي حاد عن عمر يناهز 100 عام دون الإعلان عن حالة الوفاة في حينها.

هكذا إذاً كانت نهاية جواو هافيلانج، أول شخص غير أوروبي يرأس كرة القدم العالمية، ويجعل من الرياضة صناعة حقيقية، غير أنه ترك إرثا ثقيلا من المشاكل، و شيد حائطا بحجم حائط برلين بين كرة الصالات و الأولمبياد.

رابط مختصر