أحمد ماغوسي
أمام توالي إقصاء ابطالنا المغاربة المشاركين بدورة فرنسا للألعاب الأولمبية الصيفية 2024، الواحد تلو الآخر ،بدأت عبارات الاستهجان و السخرية و عدم الرضا تنهال على البعثة وعلى القائمين عليها من لجنة وطنية أولمبية مغربية و وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي و الرياضة ( الحاضنة للقطاع الرياضي) ، رغم ان الأمر أكبر من ذلك، فهذه النتائج المتواضعة لرياضيينا ما هي إلا تحصيلا حاصلا، يبين و بجلاء غياب تام لنموذج تنموي رياضي ببلادنا، يرتكز على تأهيل و تطوير المواهب الرياضية المغربية منذ الصغر ،ومواكبتها عبر مراحل عمرية مختلفة الى أن نتمكن من صناعة الأبطال في مختلف الرياضات، مع اعطاء أهمية قصوى للرياضات التي تعتبر انتاجا مغربيا محضا بفعل الثقافة و البيئة و التنوع الجغرافي للمملكة و النوع الفيزيولوجي للرياضيين ( ألعاب القوى نموذجا).
كذلك غياب استراتيجية واضحة المعالم في تكوين المدربين و تمكينهم من الامكانيات و آليات الاشتغال واخضاعهم لدورات تحيين المعلومات بصفة دورية، وعند بروز اي مستجد في عالم التدريب الذي أصبح علميا ومخبريا بدل الاعتماد فقط على الميدان، و بالتالي وضع الثقة الثامة في كفاءة الأطر التقنية المحلية و عدم تهميشها والاستغناء عليها مقابل استيراد أطر أجنبية تستنزف مالية الجامعات الوطنية، والتي يصعب التواصل بينها و بين رياضيينا بل وفهم ثقافتهم و عاداتهم لما لذلك من تأثير ذهني على العطاء الرياضي .
كما أن للبنية التحتية الرياضية تأثير رئيسي في تواضع النتائج، علما ان الدولة المغربية قد فطنت مؤخرا لأهمية هذا العامل، و بدأنا نلاحظ فتح اوراش بناء ملاعب القرب و قاعات مغطاة و مسابح بمختلف مدن المملكة ، وهذا الامر من شأنه تحسين الاداء الرياضي للجمعيات المحلية عبر تسطير برامج تدريبية كافية كما و نوعية و بالتالي تساهم بقوة في بناء فرق مواطنة وبروز أبطال مفعمين بالروح الوطنية و حب الانتماء الى هذا الوطن الغالي على جميع المغاربة ، وإن كان اغلب جامعاتنا الوطنية تعتمد على البطل الجاهز من الجالية المغربية في مختلف الاستحقاقات القارية و الدولية وهو صناعة بلد إقامته بالمهجر ،علما اننا لسنا ضد هؤلاء الأبطال بل هم أبناؤنا ومن حقهم تمثيل بلدهم المغرب كباقي الأبطال المغاربة ،لكن ما يعاب على الجامعات الوطنية هو الاعتماد المفرط على أبطال الجالية لتحقيق نجاحات و بطولات و ألقابا قصيرة المدى ، ويفوت على بلدنا فرصة وضع ركائز أساسية لبناء قاعدة رياضية صلبة تضمن تدرج صناعة الأبطال من جيل لآخر ، وهو الأمر الذي يدعو القطاع الرياضي ببلادنا إلى اعتماد سياسة رياضية محلية قوامها الاستثمار و تحسين البنية التحتية الرياضية على الصعيد الوطني، و الاهتمام اكثر بتكوين و إعادة تكوين المدربين و الحكام ودعمهم ماديا و معنويا ، آنذاك يمكن ان نتحدث على ثورة رياضية ببلادنا!!.
المصدر : https://akadinews.com/?p=26575