هجرة غير معلنة بمجرد وصولي إلى امريكا …

admin
رياضة
admin23 نوفمبر 2023
هجرة غير معلنة بمجرد وصولي إلى امريكا …

هجرة غير معلنة .
بمجرد وصولي الى امريكا وجدت نفسي وحدي وحيدا كذبابة الخريف لا تقوى على الطيران لكن قررت البقاء ،لأنني
بدات اشعر بأن بداخلي رواية ألعب فيها دور ( انا البطل و الضحية ) احيانا كنت اشعر بالندم على ما فعلت ، و اقول يا ليتني مت قبل هدا و كنت نسيا منسيا

‎كنت اجد نفسي بين نارين كلما حاولت الابتعاد من واحدة احرقتني الأخرى . حاولت كثيرا لكن بدون جدوى ، حيث لم يكن لي خياراً آخر غير الذي
‎أقدمت عليه، ” و لأنني لست انا من أخترت بداية الحكاية كان من الصعب ان أحدد وقت نهايتها.
‎ بدأت الأيام تمر ،
‎ترتديني الشمس طيلة النهار لتاخد مني ما تريد و تتركني للليل لإرغامي على النوم منهكا و متعبا ، حتى أصبح لي وجهان وجهٌ بائسٌ ، الصقيع يرسم له عينان، ووجهٌ أنيق أقابل بهِ المارَّة ، الأوفر حظاً مني ، لا شيء يظهر للعلن غير “صورة إنسان مُكتمل” ..

‎قد تكون هجرتي محاولة غير معلنة , وقتها أخذ الوطن ملامح الأمومة ثم أعطاني ملامح لم أكن أتوقعها و لربما كان السبب هو الشعور بالخوف على تدنيس إسمي مرة ثانية و الذي كان يمتلكني ثم رماني في كوكب آخر ليس كوكبي , وقد تربص بي الحزن عند رحيلي , حزن المكابر الذي لا يشبه أي حزن , رغم أنني احتفظت بابتسامتي المميزة و نظرتي الغارقة و كنت أتظاهر بأنني أسعد من الماضي لكن في الحقيقة ما أسعد من أخذ القطار الأول , وما أتعس من تأخر ثم فاته القطار.
‎طلية هذه الأعوام و أنا أطرح السؤال على نفسي هل سيكون هذا هو رحيلي الأخير أم سأعود , وكنت أتمنى أن لا تطول علي المدة خارج وطني و أعود , كنت أتمنى مع مرور الزمن حتى لو طالت المدة الى حد كنت أطلب من الله ان يكتب لي العودة ولو في صندوق ميتا لأدفن في مقبرة من مقابر وطني رغم أن في كل الأوطان مقابر و ما دام لي الحق في قبر أينما وجدت .

‎في الأعوام الأولي كان الخوف يتربص بي كلما هبت رياح الحنين الى الوطن ثم أرى بأن حياتي مسرحية من فصلين لا ثالتة لهما الفصل الأول أصعب من الثاني و هناك أكثر من ذكرى تجعلني أتشاءم من الفصل الأول
‎مع مرور الأيام بدات اتكيف مع واقعي السيء لأعيش أوهامي
‎بـِمشاعر حقيقية
‎التقيت بنفسي و بدأت
‎أفرغ عليها مكنون الحزن الذي يعشش في قلبي أشتكي لها في تدوينات ولكن بصمتٍ دون أن يسمع أحد ، بعيد على الأنظار فقط لكي لا تظل دفينة سجينة داخل روحي

‎ في هدوء الليل تتزاحم لدي الأفكار
‎ويكتظ قلبي بشتى المشاعر
‎تحملني نحو حنين لهدوء ذواتي
‎توقظ بداخلي أحاسيس مختلفة مابين تمني ورجاء ، إنتظار وأمل ،خوف وترقب ، إشتياق وحزن ، وطيف فرح تتلهف لدوي القربى
‎هادئ أنت ياليل احبك و لو ..تبث احيانا ضجيج و
‎مشاعر وأحاسيس مختلفة
‎أحيانا حزينة ، وتارة مفرحة

‎غيرتي على وطني ظلت تلازمني طيلة مقامي بالولايات المتحدة الأمريكية حيث رافقتني لنعيش معا على هدف واحد, لم اشعر في يوم بأي نقصان أو تراجع نحو حبي لوطني ، اليوم كما بالأمس ،تغيرت معالم العالم ولم يتغير ما بداخلي من حب و فاء لوطني، و لا زال تعلقي بوطني كما كان أو ربما كبر في المهجر
‎حرصت على أن يبقى إرتباطي ببلدي الأصلي المغرب, إذ وجدت في كرة القدم الخماسية منفدا لأعبر من خلالها عن مدى حبي ووفائي لوطني, اسست جمعية و اطلقت عليها اسم أجاكس ميامي امتدادا لفرقي اجاكس القنيطري الذي ابعدوني عنه ،و بدأت في تنظيم دوريات في كرة الصالات و حفلات فنية و ثقافية بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة,تشارك فيها فرق عن الجالية المغربية تأتي من كل الولايات الأمريكية و أخرى أجنبية, و استدعاء فنانين مغاربة لإحياء الحفل و لاعبين دوليين لتكريمهم .
‎لقد منحتني لعبتي المفضلة فرصة تمكنت من خلالها تحقيق المعادلة الصعبة التي كانت فيها الغلبة للهوية المغربية و الإعتراف بالجميل لهذا البلد الذي إحتضنني مند أن وطأت قدماي أرضه.ومنحني جزءا من طعم الآمان و الأمل وساعدني على بناء ما تدمر بداخلي, إلا أن شعلة حبي لوطني لم تنطفئ و عشقي له و لئناسه الطيبين ، لكن في الحقيقة حينما كنت أفكر فيما حدث لي ,كنت أقف و أقول ما أجمل الذي حدث لي و ما أجمل ما الذي لم يحدث ,ما حدث كان مشهد تجاوز الخيال و الكذب و الذجل و الزيف في عصر الظلم و الظلام و احتكار أكبر هرم جهاز رياضي في المغرب أجبرني على أن أنسى الجراح و نشر غسيل الماضي ثم الشروع في مشروع قصتي القادمة للعمر القادم ,في البداية تملكني الخوف و سكن بذاخلي و لم يترك لي المجال حثى أرتب ما بذاخلي كي أتخلص من الذكريات الثي أصبحت عبءا على حياتي . عشت طول هذه المدة و أنا أعاني من أزمتين , أزمت ما حدث لي و أزمت انتمائي لهذا الوطن , كنت بالرغم
‎مما قدمه الي أشعر بأنني في غير محلى لكن و لله الحمد استطعت أن أتغلب على ما حدث و صار يبدو لي كثقب في السخر ثم تسلحت بأمل كبير بحجم السماوات الارض و ما بينهما ,فبقدر ما كنت أتمتع بصحة جيدة و جسم سليم, بقدر ما كان قلبي غير معافى , لأنه كان أسير حب الوطن الذي زاد من لوعته الشوق لمن ألفتهم من الأهل و الأصدقاء,كنت لا أنام ملء الجفون نتيجة ما تستحضره لي مخيلتي دائما من صور عن المغرب وذكرياته بحلوها ومرها, حتى أحيانا حينما أكون جالسا في فترة إستراحة وأغمض عيني أرى لوحات و رسوم عن الوطن الذي منحني الهوية والمدينة التي
‎أعطتني الحياة ، و تبدأ روحي تلهت للعودة إليها متناسيا الماضي المدرج بالدماء وسماء ذلك اليوم الذي لم ترحل غيمته من سمائي حزنا عن رحيلي وأولائك الأشخاص الذين أجرموا في حقي و فرقوا بين الأم وولدها وبين المواطن ووطنه ,أشخاص لا يحلى لهم إلا الرقص على أسى أبناء جلدتهم و منظر دموع أمهاتهم ,أشخاص لايؤمنون إلا بالماديات و الأرقام و الحسابات, أشخاص عاشوا
‎طلية حياتهم وهم يتلتهون للوصول إلى القمة ناسين أو متناسين الكيفية و الطريقة للوصول إلى لحضة السعادةباجتهادهم و ليس بقطف ثمار ما زرعه الآخرون و طعن أبناء جلدتهم من الوراء

‎استمرت غيرتي على وطني تلازمني باستمرار وكنت أرى أن الزمن طويل والعمر قصير وبين الإحساسين تعبر حياتي بسرعة البرق نحو النهاية من كثرة التفكير و طبعا من الصعب أن ألازم عقاريب الساعة في إنتظار اليوم الذي تهب فيه رياح العودة من هذا السفر الطويل المرير
‎كانت نقطة قوتي أنني أمتلك القدرة على الصبر وكان الصمت سلاحي الذي لازمني في العديد من المحن التي لم تفلح في أن تحد من عزيمتي يوما حتى في أصعب الوضعيات كان صبري قرين أملي في كل خطواتي.
‎وحتى لا يدفن هذا الحب و أنا لا زلت على قيد الحياة حاولت أن أفتح له نافدة لأشم منها نسيم جبال الأطلس الشامخة بإستدعاء نجوم ولاعيبين

بقلم محمد الجامعي

مغاربة كبار و الذين كانوا قد تركوا بصمات واضحة على الساحة الوطنية و الدولية
‎وتصدروا قوائم الفخر مع من يندى له جبين وطن, كاللاعب بولحياوي وخليفة و بوجمعة بن اخريف و حميدوش و الهزاز و العداءة العالمية نزهة بدوان و العداء العالمي محطم الأرقام القياسية سعيد عويطة وووو
‎وعاد إسم محمد الجامعي من جديد داخل الأوساط الرياضية

رابط مختصر