عقادي نيوز.
سنة 2004، مباشرة بعد فاجعة الحسيمة، خرج جلالة الملك حفظه الله بخطاب شجاع و صريح ليقول لشعبه، أننا لسنا مستعدين لتدبير و مواجهة كارثة مثل تلك التي عاشها الريف المغربي. لتنطلق مباشرة خطوات كبرى لتأسيس اطار مؤسساتي، و ترسانة قانونية، و تكوين فرق مختصة و آليات للتدخل و المتابعة و تدبير الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات و الانجرافات و السيول و الزلازل و موجات التسونامي و حرائق الغابات، بآليات عمل أساسها التدبير الاستباقي، ما مكن المملكة مثلا من تدبير جد فعال لحرائق الغابات، بشكل انعدم معه رؤية ضحايا في الأرواح منذ سنوات، مع اننا نتأسف لما يحدث من عشوائية في بعض دول الجوار.
و لأن الزلازل لا يمكن توقعها على أساس علمي، فكان لابد من تمكين المملكة من بنية مؤسسية و تنظيمية تجعل من الاستجابة، لكارثة مثل زلزال الحوز المفاجئ، فورية، لانتشار فرق الاغاثة و وسائل البحث و الانقاذ و نقل المساعدات و كذا تتبع الوضع الميداني و رصد الأضرار و ووضع تصورات لاعادة البناء و الاعمار بشكل سريع فعال لتفادي كلفة اقتصادية باهظة، يكون اول ضحاياها السكان المنكوبون.
تدبير فاجعة الحوز، كان دليلا على نجاعة الاستراتيجية الوطنية لتدبير الكوارث الطبيعية 2020-2030 التي امر بوضعها جلالة الملك، حيث غابت الارتجالية و العشوائية. قد يكون هناك بعض الأشياء التي وجب تطويرها، أو إضافتها لتفادي بعض الأخطاء التي وقعت، لكنها المرة الأولى التي يتم التعامل فيها مع وضع استثنائي بهذا الحجم و على هذه الرقعة الواسعة من المملكة، أزيد من 6100 دوار متضرر، 7000 كلم مربع و بوسائل ذاتية … منها ألاف من أفراد القوات المسلحة الملكية و القوات الملكية الجوية و الدرك الملكي و الوقاية المدنية و غيرهم من المتدخلين، مئات الجرافات و العربات و المركبات، ازيد من 30 مروحية للقوات الملكية الجوية و الدرك الملكي، مئات عربات الاسعاف التابعة للقوات المسلحة الملكية و غيرها من الوسائل. حتى ان بعض فرق الاغاثة المدنية القادمة بشكل تطوعي و حصلت على ترخيص من السلطات المغربية للمساعدة في عمليات الاغاثة، استائت من عدم قدرتها على لعب اي دور بسبب نجاعة و مهنية و سرعة العمل الذي تم القيام به من طرف الفرق المغربية بالميدان.
و لهذا، فجريدة عقادي نيوز الإخبارية تتوجه لجلالة الملك بالشكر الجزيل لرؤيته الاستباقية منذ أزيد من 19 سنة لتدبير الكوارث، فاليوم يمكن لجلالتكم ان تقولوا اننا فعلا مستعدون، بسبب رؤيتكم المتبصرة، و سياستكم الرشيدة، و نضج شعبكم و معدن أمتنا الأصيل.
شكرا جلالة الملك،
شكرا للقوات المسلحة الملكية،
شكرا للدرك الملكي،
شكرا للقوات الملكية الجوية،
شكرا للوقاية المدنية،
شكرا للقوات المساعدة،
شكرا للأمن الوطني،
شكرا لأطر و موظفي وزارة الصحة،
شكرا لأطر و موظفي وزارة التجهيز،
شكرا لأطر و موظفي وزارة الداخلية،
شكرا للمجتمع المدني،
و الشكر الكبير لشعب المملكة المغربية الشريف و الأصيل،
فقد أثبتم اننا أمة عظيمة و شعب كبير منصهر مع رؤية قيادته و يسير بقلب رجل واحد وراء ملكه !
المصدر : https://akadinews.com/?p=20315