عقادي نيوز – إدريس الكنبوري
التغطية الإعلامية للقنوات الرسمية المغربية لكارثة الزلزال ضعيفة جدا وبكل المقاييس. بعض الإعلاميين لا يعرفون حتى اللغة الغربية بشكل سليم ويتلعثمون في الحديث، ولا يستطيعون التواصل بشكل جيد مع المشاهدين، وكثير منهم يتعاملون مع الوضع وكأنهم يغطون حدثا رسميا، حيث نلاحظ على بعضهم الارتباك والتوتر، وعدم القدرة على التعبير بطلاقة.
مقابل هذا لاحظنا أن الإعلاميين المغاربة العاملين مع قناة الجزيرة مثلا أكثر طلاقة وأكثر قدرة على الحركة والتعبير والتواصل. وسبب هذا كما لا يخفى غياب التجربة عند الإعلاميين العاملين في القنوات الرسمية، وعدم الخضوع لتداريب.
وبحكم تجربتي الطويلة السابقة كصحافي ثم كرئيس مكتب وفريق صحافي في يومية “المساء”، أرى أن واحدة من أسباب هذا الهزال والضعف راجعة إلى مناخ البيروقراطية القوية التي يشتغل فيها، هؤلاء الإعلاميون وهي البيروقراطية الموجودة في عدد من المؤسسات في بلادنا، حيث تغيب الحرية والمبادرة، وحيث يعمل العاملون في جو من الشعور بعدم الأمن، الأمن الغذائي طبعا، وغياب التجربة، لأن عددا من هؤلاء الإعلاميين ليست لديهم تجارب ميدانية وكانوا قابعين في المكاتب، إلى أن نودي عليهم على حين غفلة للتوجه إلى مسرح الأحداث، ولذلك كان من الأفضل الاستعانة بإعلاميين حتى من خارج هذه القنوات لديهم تجربة أكبر وغير مرتبطين بالإدارة بحيث يكون لديهم هامش أوسع للكلام والتعليق والحركة، وأن يتم التعاقد معهم لهذا الغرض.
وكواحد من الأدلة على هذا الارتباك وغياب التجربة أن الصحافية التي كانت في مكتب الرباط وتربط الاتصال بالموجودين في الميدان، وجهت إلى أحدهم سؤالا غريبا، وهو ماذا عن استئناف الدراسة في المنطقة؟، بينما الناس تحصي الأموات والناجون فقدوا بيوتهم وأهاليهم، ولكن الكارثة الاكبر أن الصحافي المسكين رد عليها قائلا بان الدراسة ستستأنف والمدارس موجودة ولكن التلاميذ غير موجودين لأن أغلبهم ماتوا.
عندما يختلط الخوف وغياب التجربة تكون النتيجة فضيحة.
نأمل أن يكون هذا درسا للمسؤولين على الإعلام الرسمي في المغرب، وأن يتم تحرير الطاقات والكفاءات الموجودة ورفع مستواها المادي والمهني، ومنحهم هامشا من الحرية، ففيهم كفاءات مهمة لكنهم يشتغلون في ظروف صعبة، ولا أدل على ذلك من أن الإعلامي المغربي عندما ينتقل إلى قناة خارج المغرب يبدع أكثر لأنه يتحرر أكثر ويتقاضى أحسن.
المصدر : https://akadinews.com/?p=20257