قهوة الصباح / سعيد عقادي .
بالأمس استجبت لدعوة ، حسبتها من أفضل الدعوات الموجهة لي في حياتي و انا أطل على العقد السابع ..
.. دعوة و انا في طريقي اليها غطني النشاط و الفرح رغم التعب و الارهاق اللذين اخذا مني مأخذهما خلالها تغطيتي الاعلامية الشاقة للألعاب الفرنكفونية الأخيرة بكنشاسا .
.. هذا الإحساس المؤكد غمرني اثناء الدعوة . أما خلال و صولي في الموعد و تواجدي في عين المكان فلا أخفيكم ان مشاعري و احاسيسي كادت ان تطير بي و تحلق بي في ذلك العالم الفريد ، عالم النعيم و الجنان الحسان الذي لم نراه و إنما اكتفينا فقط بالسماع عنه ، و القراءة عنه في الدواوين و في السجلات و بين صفحات الكتب .
.. لا تظنوا انني دخلت الإليزي أو البيت الأبيض او الكرملين او ما يفتخر به ، بل ولجت المحيط الذي ولدت فيه و ترعرعت و نشأت و تربيت بين احضانه ..
..ولجت من ذكرني بما ذكر من ايام و الله لن اعيش مثلها أبدا حتى و لو نشأت و ترعرعت في قصر باكنجهام او سلمان الفاخر و ما تابع ..
.. التحقت بذلك المكان المقدس بالمدينة القديمة التي بها اعتز و افتخر .. المدينة القديمة الجامعة التي لا تضاهيها وقتنا في الستينات و السبعينات اية جامعة .. الجامعة المصنفة ضمن الأوائل عالميا في التربية و الأخلاق و المعاملات و تكوين الرجال و هذه قناعتي و لم ابالغ ..
.. كانت بحق جامعة البسطاء المتواضعين ، و في المقابل و على الوجه الاكمل ، هم عمالقة في القناعة و الأخلاق و التصرفات و الروحانيات التي أثبتت الحياة انها اساس السعادة الحقة و راحة البال .
.. وصلت . و يا لها من سعادة و انا التقي بالمحبة و الرفاق .. التقي مع من عشت معهم الطفولة و المراهقة و الشباب ، و يا لها من عيشة راضية مطمئنة و هذا فصل الخطاب .
.. المناسبة ، جمع اولاد درب الطاليان و درب الصوفي القدامى الذين فرق بينهما الهدم بسبب مشروع المحج الملكي .
.. حضر الكثيرون من الاخوان ، و لظروف اضطرارية تغيبت الكثير من الأسماء ..
ليس بالمؤثر . على العموم ، استمتعنا بذلك اللقاء التاريخي العظيم .. تذكرنا ذلك الماضي البهيج .. استغلينا صلة الرحم و القرابة و الجورة و علاقات الود و الإخاء .
.. نجم هذا اللقاء تركز حول الاخ أحمد كيعي صاحب هاته المبادرة الطيبة الغالية ،الذي جمع الأحبة و توجها بتكريم وجوه غالية محبوبة على اساس انه في كل مناسبة تكرم مجموعة الى ان يكرم الجميع و لا فرق بين هذا و هذا سوى السن ، و القواعد علمتنا احترام من اكبر منا سنا ..
.. كنت ضمن المكرمين و هذا فخر لي و شرف ان أكرم ضمن وجوه كوكبية تحدت النجومية و لست بمبالغ .
ما لا يعرفه الخلف ان المدينة القديمة مهد العلماء و الحرفيين و المهنيين و الشرفاء و الصالحين .. مهد الأخلاق العالية و المعاملات الانسانية المؤثرة بفضل إسلامنا الحنيف .
.. المناسبة كانت قيمة و هادفة . و تحية خالصة مرة اخرى لسي احمد و لكل من ساهم في انجاح الجمع . و شكرا لكل من حضر وذكر بما ذكر ..
المصدر : https://akadinews.com/?p=19736