نورالدين رزاق.عقادي نيوز
يبدو أن بعض ما قاله وليد، في الندوة الصحافية التي تسبق مباراة البرتغال، لم يعجب “عاوتاني” بعض “الصحافيين” المغاربة … و هنالك من أعتبر أن وليد “كلاشاهم” حين قال بأنهم لم يكونوا يثقون فيه قدرته على النجاح، و رفضوا تعيينه على رأس المنتخب الوطني … و هو أمر صحيح نحن شاهدون عليه، ونعرف بعض من حاربوا الرجل بذاتية مشبوهة .
في فيديو الندوة الصحفية، يبدو كلام وليد واضحا و ليس فيه شيء يستحق الانتقاد والتحامل وكثرة الحساسية. على العكس، هنالك تسجيلات لبعض المنتسبين لمهنة الإعلام، حضروا ندوات صحفية جرت في مونديال قطر، تظهر كثيرا مما يستحق الانتقاد، إما في مسألة غياب المهنية والركاكة في صياغة الأسئلة، و إما في مسألة كثرة التهافت الفارغ والتدخلات المستفزة التي سقط فيها البعض وأحرجت بعض مدربي منتخبات دول أجنبية مشاركة في المونديال.
في رأيي، كلنا مسؤولون عن صورة بلادنا وعلينا صيانتها بالابتعاد عن الممارسات الهاوية. و من الضروري تنبيه البعض، بحزم واضح، إلى أن التحركات غير المهنية غير مقبولة لأنها مسيئة وتأتي في سياق نسجل فيه تميزا في النتائج وفي شكل الحضور المغربي الذي أبهر كل المنابر الإعلامية العالمية و شعوب دول العالم.
في هذا السياق، لابد من قول بعض الأمور، حتى وإن بدت للبعض قاسية :
لوليد الركراكي الحق في أن يعبر عن تأثره مما لاقاه من انتقادات غير مبررة، تصل إلى مستوى تبخيس مسيء، من بعض المحسوبين على الجسم الصحافي، و من بعض أعداء النجاح، خاصة أولائك الذين يكرهون النجاح عندما يكون مغربيا…
والكل يتذكر كيف انطلق البعض في انتقاد الرجل حتى قبل أن يبدأ عمله، دون أية أسباب موضوعية…
أتمنى أن يتحرك الإعلاميون المغاربة المهنيون، الذين نكن لهم كل الاحترام والتقدير، ضمن دائرة الموضوعية و يقطعوا دابر كل محاولة لشطينة هذا الطرف أو ذاك، لأتفه الأسباب والأقوال. و ننتظر من التنظيمات المؤطرة للمهنة، دعوة بعض “الحالات الخاصة” للابتعاد عن سكة وليد الركراكي و تركه يعمل دون شوشرة لا طائل منها، قد تشغل الرجل عن مهامه …
من دون شك أن الصحافة جسم نحتاجه صحيحا و سليما ومعافى من العبث، ليساهم في تطور البلاد. و للأسف الشديد، الواقع مختلف عما نتمناه، و كلنا نعلم، وأولنا الإعلاميون المهنيون أنفسهم، أن “الطنجرة مخلطة… و بزااااف”. كما أن هنالك أطرافا تدعي ممارسة “الصحافة” وهي منهم براء، و هم عن أخلاقياتها بعيدين جدا. لذلك، على الجادين الذين يعتبرون أن الإعلام مهنة نبيلة، أن يكونوا سدا منيعا ضد الرداءة ومنطق الاستفزازات وإعلام العبث وثقافة “شوف معايا، أو نقلب عليك الفيستة….!!!” …
من المستعجل و الضروري أن يستوعب المدرب الوطني السيد وليد الركراكي، الذي يحمل له المغاربة كثيرا من المودة و التقدير والاحترام، أنه انطلاقا من محطة المونديال، لم يعد من حقه (للأسف الشديد!!!) أن يتواصل بنفس العفوية والتلقائية التي يقبلها منه كل المغاربة من أصحاب النيات الصافية و النفوس الخيرة، لأن عددا من “مسامر الميدة” و “الحياحة” الذين يتحركون في “الدروب الضيقة”، يتصيدون ما في تلك العفوية من كلمات ومواقف تحتمل التأويلات المغرضة بهدف النيل من الرجل.
على السي وليد أن يخضع تواصله لمنهجية احترافية مدروسة، ويضبط “النقطة والفاصلة” إلى أبعد الحدود، خاصة في الندوات الصحفية مع ممثلي منابر محسوبة علينا، لكي يبقي “المساحة الإيكولوجية” التي توفر له حماية ضد هجمات واستفزازات البعض، وتجنبه احتكاكات وقراءات موجهة ممن ينتظرونه في “الفيراج”، لا لشيء سوى لأنه شاب مغربي ناجح وإطار نظيف “ما كاين معاه مرقة…!!!” .
مع كامل الأسف، بعض الأشرار لا يتعبون و لا يتوقفون. و إذا رأيتهم غابوا عن الساحة، فاعلم أنهم، فقط، في استراحة أو مختبئين خوفا من شيء ما. وحال ما تظهر لهم فرصة جديدة، يسارعون للخروج من جحورهم لتتميم عملية الهدم، وكسر كل نقطة ضوء تبرز على الساحة، حتى يسود الظلام و اليأس وتنتشر الرداءة، لتخرج القوارض و تلتهم كل شيء جميل، و تنشر القبح والعياذ بالله.
المصدر : https://akadinews.com/?p=16008