قهوة الصباح / سعيد عقادي.
ما أروع و أجمل و أسعد ان يتصل بك اعزاء من مختلف الشرائح الاجتماعية من المغرب وخارجه ليستفسروا و ليتسائلوا ، لماذا لم تتحدث في قهوة هذا الصباح عن الموضوع كذا وكذا ؟.. أو لماذا تطرقت لذلك الحدث من زاويات و اغفلت تلك الزاوية ؟ ، أو لم غابت عنا اليوم قهوة الصباح بالكامل .. هل انت بخير ؟ … الخ من الاتصالات التي في الحقيقة لا تهوي بي و تجذبني بقوة الا الى عالم الفرحة و السعادة و النشوة ، و تشعرني انني متابع من طرف العديد و العديد من الشخصيات المغربية في مختلف التخصصات و التوجهات ، و هذا و الحمد لله مفخرة لي و شعور المس به انني موجود ، و قهوة الصباح اصبحت بفضل الله رابطا بيني و بين زملاء و اصدقاء و احبة عبر القارات الخمسة ، و بينني و بين حتى من لا اعرفهم و لم يسبق لي ان جالستهم و هذه نعمة و يا لها من نعمة بفضل الواحد المنان الذي لا تخفى عنه ذرة في الارض و لا في السماء …
.. و انا اليوم اتهيأ لصلاة الفجر ، توصلت بمكالمة متميزة .. مكالمة ليست في الحقيقة كسائر المكالمات لا من حيث المصدر ، أو الزمن أو الحالة النفسية التي اعيشها الآن .. مكالمة من اخ عزيز ، و طني و مناضل كبير ، رياضي متمرس و مسير مقتدر ، سياسي محنك ، برلماني سابق متميز ، مسير و رئيس سابق لجماعة بيضاوية شامخة لازال التاريخ يتذكرها و يتذكر موظفيها و المستشارين العمالقة الذين توافدوا عليها .. الجماعة هي جماعة مولاي يوسف ، و الشخصية هي الاخ مصطفى الريضاوي الغني عن كل تعريف حفظه الله و أطال في عمره .
.. سي مصطفى الريضاوي المتواجد حاليا بلوس انجلس بالولايات المتحدة الامريكية ، سأل عني اليوم ، و عن عدم ظهور قهوة الصباح هذه الأيام باستمرار و هو لا يعلم انني في جولة خارج المغرب ، لا لأقول من اجل السياحة و الاستجمام لانني خارج هذه المرحلة بسبب السن و التجارب و ما سبق و انما من أجل زيارة الابناء و الأحفاد و رياضيين احباء و في نفس الوقت انجاز أعمال صحافية مبرمجة بحول الله ..
.. بكل صراحة ، لا اريد الخوض في الحديث عن سي الريضاوي و خصاله و تجاربه السياسية و الرياضية و عن علاقاتي التاريخية المختلفة معه ، لأننا سيرنا معا و نجحنا و اختلفنا في مرحلة كنت فيها معارضا و مع ذلك توفقنا و استفدنا و الحديث عن كل هذا يستوجب مجلدات ..
و لا أرغب في هذه المناسبة ايضا ان اتحدث عن تلك الفترة الذهبية بموظفيها و مستشاريها و ما أجملها و ارقاها رغم ما عرفت من صراعات و تجاذبات سياسية ، لانها خدمت المنطقة و المواطنين و لا زال صداها يذكر و يروى بين اولاد المدينة الاحرار ..
.. ما أود الإشارة اليه هو اخبار الزملاء و الاصدقاء و كل الاعزاء انه رغم مواصلة مجهوداتي في خدمة الصالح العام و مقدسات هذا البلد الأمين اعلاميا و تحملي لمسؤوليات مشرفة على اكثر من صعيد ، احس و أشعر انني اصبحت اطل على السبعينات .. بدأت المس التعب و العياء يؤثران عن فكري و جسدي .. محتاج في الحقيقة لراحة البدن و البال اكثر من اي وقت مضى .. لم يعد في وسعي ان احمل نفسي ما لاطاقة لها به ..و لهذا اطلب منكم ان تعذروني ان قصرت أو تغيبت و لم أظهر باستمرار .
.. حفظكم الله جميعا .. و اشكرك اخي مصطفى على المحبة التي تكنها لي ، و على التتبع و الاتصالات المتوالية ، و اسمح لي ان نشرت المكالمة التي بعثتها لي اليوم و انت تفتخر فيها و الاحبة في الولايات المتحدةالأمريكية بشخصي المتواضع لتبقى شاهدة و مفخرة عبر التاريخ .
المصدر : https://akadinews.com/?p=14590