عقادي نيوز – بقلم : أحمد الريسوني
بعد ما سمي بـ”تصريحات الريسوني”، لاحظ الجميع أن النظام الجزائري اهتز وتزلزل، وهاج وماج، وقامت قيامته..!
وقد استغرب عدد من المعلقين كيف أن كلمات معدودات، من شخص منفرد، ولبضع ثوانٍ فقط، قد أحدثت كل هذا الرعب والهلع لدى النظام الجزائري، بينما موريتانيا التي ورد ذكرها في السياق نفسه، وذهب المحرِّفون والمحَرِّضون إلى أنني أشكل خطرا وجوديا عليها، لم تُلق بالا ولم تحرك ساكنا..
النظام الجزائري حرك وهيج إعلامه الرسمي وشبه الرسمي، والإعلام الحزبي والمتحزب، وحرك جحافل مخابراته وذبابِه الإلكتروني، وحرك “الإسلاميين” وحرك مجموعة “ثلاثة وعشرين”.. وخاض بهم جميعا معركة كبرى ضد الريسوني، وضد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.. لماذا كل هذا؟
لأنهم يعرفون جيدا هشاشة نظامهم، وهشاشة موقفهم المخزي من قضية الصحراء المغربية. ويعرفون جيدا مدى التذمر والسخط لدى الشعب الجزائري، الذي تُبذَّر ثرواتُه وتُستهلك أرزاقه في مشروع انفصالي عبثي، وفي تضخيم أرصدة الجنرالات وممتلكاتهم.
هاجوا وهيجوا لأنهم يعرفون أن من يفتح هذا الملف بشكل صريح، إنما يفتح عليهم أبواب الجحيم.
نحن نتساءل مع الشعب الجزائري: كم خصص النظام العسكري – منذ نصف قرن تقريبا – من أموال لقضية الصحراء، ولجبهة البوليساريو وجيشها، وللجمهورية الصحراوية المختبئة في تندوف وفي فنادق الجزائر العاصمة؟ وكم أخذ قادة الجيش “الشعبي” من ذلك؟ وكم من الفرص التنموية والنهضوية فوتوها على بلدهم وعلى بلدان المنطقة؟
هذه فقط بعض من الأسئلة الحارقة التي لا يتحمل عسكر الجزائر إثارتها أو الاقتراب منها، ويصابون بالهلع إذا ما أثارها ولو شخص وحد أعزل، لا حول له ولا قوة..
وبالمناسبة وللإنصاف:
هذه شهادة تاريخية وردتني من الأستاذ مصطفى الرميد حول الموقف الشهم الشجاع لشيخ الجماعة بالجزائر، الدكتور عباسي مدني رحمه الله، حول قضية الصحراء..
المصدر : https://akadinews.com/?p=12648