عقادي نيوز – سعيد ادرغال
بوجه حزين ، كلمني ” ي.ا ” وهو تلميذ في المستوى الثانوي ، هذا الصباح عن ” نجاح ” تلاميذ من الدريوش بدخول مدينة مليلية ، بعد قطع مسافة بحرية سباحة.
كان يحكي عنهم بمرارة ، خاصة وأن جلهم زملاء له في الدراسة بثانوية مولاي إسماعيل بالدريوش.حاولت أن اثبته ، واشجعه على أنه سيلتحق بهم مستقبلا وعما قريب وبطريقة آمنة.
تقبل كلامي بمرارة ، وعيناه يملؤهما الأسف ، على عدم تمكنه من عبور البحر هذا الصيف ، حيث كان يأمل ذلك بعدما إستبد به اليأس من واقع لم يقنعه بعيش أفضل ، وكيف يقتنع وزملاء وجيران واصدقاء له ، عادوا خلال الصيف الجاري إلى مدينته لقضاء عطلة الصيف على متن سيارات من مختلف ” الماركات ” ومعهم أرصدة مالية كبيرة ، وزاروا اجمل الاماكن السياحية ، البرية والبحرية…؟
إنه الواقع كما هو ، مهما حاول البعض تحريف مساره بشعارات وعناوين تبدو براقة ، لكنها في حقيقة الأمر لا تعدو سوى مسكنات سرعان ما يستفيق بعدها العديد من الشباب بالخصوص ، بآلام أكثر شدة.
وكعادتها شهدت منطقة الريف ، خلال الصيف الحالي ، موجات من الهجرات المختلفة والمتنوعة ، نحو الضفة الأخرى ، حيث تفيد الأخبار باستقرار عدد من المعلمين في الخارج حيث فضلوا البقاء هناك بحسب معطيات دقيقة ، بينما تفيد أخبار مؤكدة لجريدة عقادي نيوز ، هجرة العشرات من ابناء ” عين زورة وبن الطيب والدريوش…” وعدد غير يسير من ابناء الناظور والحسيمة…عبر عدة طرق ، حيث هناك من فضل التحليق جوا إلى تركيا ، ومن ثم باتجاه دول أوروبية ، وهناك من غامر عبر البحر ، في رحلات محفوفة بالمخاطر والمجازفة ، بواسطة قوارب ودراجات مائية…الخ ، من الطرق التي كانت بمثابة جسر عبور نحو إسبانيا ودول أوروبية أخرى ، في هجرة موازية لعودة ابناء الجالية إلى بلدان الإقامة ، حيث في الوقت الذي كان فيه الآلاف من ابناء الجالية ينهون عطلتهم بأرض الوطن وهم في طريق العودة ، كان فيه المئات من الشباب والنساء والرجال..ينطلقون في هجرات جديدة آملا بمستقبل أفضل ، وكل طموحاتهم أن يعودوا إلى أرض الوطن في وضح النهار وتحت الشمس ، بستريحون في الباحات وتحييهم ” نساء مرحبا ” وهم يقودون سيارات فارهة ومعهم أرصدة محترمة..
لقد أن الوقت قبل أي وقت مضى ، لمراجعة طريقة تدبير التنمية والنهوض بالشباب وتمكينهم من حياة أفضل..والواقع الذي نعيش فيه ونعرف تفاصيله بدقة ، لن يزيد الشباب وباقي الفئات سوى تشجيعا على الهجرة ، وأما ” ي.ا ” فهو مصمم على الهجرة ، حيث يدرك جيدا أن مدينته الدريوش لن تكون بمستوى مدينة إسبانية أو هولندية أو ألمانية…ولو بعد عقود.
رفقا بالشباب ، فهم كنز الوطن واساسه…
المصدر : https://akadinews.com/?p=11980
